هيومن فويس_ حماة _ عبد الرزاق الحسن
مسجد كفرزيتا الكبير أحد المعالم البارزة في مدينة كفرزيتا بريف حماة الشمالي لم يكن مجرد مكانٍ للعبادة بل تحوّل مع بدايات الثورة السورية إلى رمزٍ للمقاومة والصوت الحر ومنبرٍ انطلقت منه أولى الهتافات المطالبة بالحرية والكرامة.
في الأشهر الأولى من عام 2011، ومع تصاعد الغضب الشعبي في مختلف المدن السورية شهدت مدينة كفرزيتا أولى المظاهرات السلمية التي شارك فيها أهالي المدينة ومركز انطلاقها المسجد
فبعد صلاة الجمعة في باحة المسجد اعتادوا أن يطلقوا هتافات الحرية مطالبين برحيل النظام ورافعين شعارات “الله أكبر… حرية للأبد”، في مشهدٍ كان جديدًا على المنطقة لكنه سرعان ما تحول إلى عادة أسبوعية رغم التهديد والقمع.
كان خطباء المسجد من أوائل من كسروا حاجز الخوف، وبدأوا يتحدثون عن العدالة والحقوق مستشهدين بآيات القرآن التي ترفض الظلم وتدعو إلى مقاومته وهذا الموقف الشجاع جعل المسجد تحت رقابة شديدة من قبل قوات الأمن التي سرعان ما بدأت باعتقال النشطاء الذين يُعرف أنهم من رواد المسجد أو ممن ساهموا في تنظيم المظاهرات.
مع مرور الوقت، وبعد أن أصبح المسجد نقطة انطلاق للمظاهرات اكبرى في المدينة، تعرض المسجد للاستهداف المباشر سواء بالاقتحامات أو القصف لاحقًا عندما بدأ النظام باستخدام الطائرات والمدفعية لقمع المناطق الثائرة.
بالرغم من القيمة الرمزية والتاريخية التي يحملها مسجد كفرزيتا الكبير ورغم دوره البارز في بدايات الثورة المباركة، إلا أن المسجد لم يحظَ بأي مبادرة جدّية لإعادة ترميمه أو إعادة الحياة إليه بعد ما تعرض له من دمار جزئي نتيجة القصف المتكرر والاستهداف المباشر من قبل قوات النظام.
فقد بقي المسجد حتى اليوم شاهداً على الإهمال والنسيان دون أي التفاتة من الجهات المعنية أو المبادرات المحلية والدولية وكأن دوره في صناعة الوعي وتاريخ الثورة قد طُمس عمداً ليبقى على حاله جدران متشققة ومئذنة صامتة وباحة مهجورة تروي بصمتٍ مرير قصة مدينة قاومت… ودفعت الثمن.
من جهتهم طالب أهالي مدينة كفرزيتا بأن يُدرج المسجد ضمن أولويات مشاريع إعادة الإعمار والبنية التحتية مؤكدين أن بقاءه على هذا الحال لا يمس فقط الجانب المعماري بل يؤلم الذاكرة الجماعية لسكان المدينة ويُبقي جرحا مفتوحا في قلوب من عايشوا أيامه المضيئة. ورغم تلك المناشدات لم تلقَ المطالب آذاناً صاغية حتى اليوم