أحمد الحسيني ـ هيومن فويس ـ طرطوس
على امتداد كورنيش طرطوس البحري، حيث تتعانق رائحة الموج مع عبق المخبوزات الطازجة، تنتشر أفران ومطاعم صغيرة تقدّم المناقيش بمختلف أنواعها، من الجبنة البيضاء الغنية إلى المحمّرات الحمراء المتبّلة. هذه الأطعمة الشعبية لم تعد مجرّد وجبة خفيفة، بل أصبحت مصدر رزق أساسي لعشرات العائلات، خاصة أولئك الذين يعتمدون على حركة الزوار والمصطافين في المنطقة.
يعمل أصحاب هذه الأفران منذ ساعات الصباح الباكر، حيث تبدأ العجينة الطرية بالتمدد على الطاولة، وتُدهن بخلطة المحمّرات أو الجبنة قبل أن تدخل الفرن وتخرج ساخنة تفوح منها رائحة تشدّ المارة. ويؤكد أبو محمود، أحد أصحاب الأفران على الكورنيش، أن هذه المهنة ورثها عن والده، قائلاً: “المناقيش صارت جزء من هوية المكان، والناس صارت تربط بين طعمتها ومنظر البحر، الحمد لله هي مصدر رزقنا وعيش ولادنا”.
ويزداد الإقبال على هذه الأطعمة الشعبية مع حلول المساء، حيث يتجمّع الأهالي والسياح على الكورنيش للاستمتاع بالهواء العليل، بينما يحملون بأيديهم أقراص المناقيش الساخنة. وبالرغم من التحديات وارتفاع أسعار المواد الأولية، يصرّ الباعة على الاستمرار، مؤكدين أن الحفاظ على هذه النكهة الشعبية جزء من أصالة طرطوس وسحرها السياحي.