دير الزور… 63 مدرسة خرجت عن الخدمة بسبب قصف النظام البائد
شهدت محافظة دير الزور خلال حكم نظام الأسد البائد تدهوركبير في واقع التعليم، خصوصاً في المناطق الريفية، هذا التدهور نقص حاد في أعداد معلمي الاختصاص، لا سيما في المواد العلمية مثل الرياضيات، الكيمياء، الفيزياء، والعلوم.
وواجه المعلمون والطلاب صعوبة في التنقل بين الريف والمدينة، مما أثر بشكل سلبي على جودة التعليم، وهي أزمة ظلت بلا حلول ناجعة.
وتعرضت الكثير من المنشأت التعليمية من مدارس وجامعات لقصف اخرجها عن الخدمة خلال سنوات حكم النظام البائد ما ادى لتسرب عدد كبير من الطلاب نتيجة نزوحهم بحثاً عن اماكن اكثر اماناً.
حجم الدمار في المنشآت التعليمية
تعرضت دير الزور لدمار واسع نتيجة الأعمال العسكرية وقصف الطيران، حيث دُمّرت 63 مدرسة بالكامل، بينما تحولت 23 مدرسة أخرى إلى مقرات عسكرية لقوات النظام البائد والمليشيات الإيرانية بحسب احصائية حصلت عليها هيومين فويس
هذا الأمر أدى إلى خروج العديد من الأحياء والمدارس عن الخدمة، مما زاد من تعقيد المشهد التعليمي في المحافظة.
تحديات يواجه القطاع التعليمي
يعاني القطاع التعليمي في دير الزور من نقص كبير في أعداد المدرسين الاختصاصيين والموجهين التربويين، اضافة لعدم توفر وسائل نقل كافية في مديرية التربية لنقل المعلمين والموجهين لمتابعة العمل في مدارس الريف، ما حدّ من إمكانية إجراء جولات تفقدية أو متابعة العملية التعليمية عن كثب.
و يفتقر المعلمون إلى دورات تدريبية حول المناهج وطرق التدريس الحديثة، ما يجعلهم غير مؤهلين بالشكل المطلوب لمواكبة التطورات التعليمية.
كما تحتاج المديرية إلى مقاعد دراسية لتوزيعها على المدارس، بالإضافة إلى نقص حاد في الكتب المدرسية.
هلا التركي معلمة من مدينة دير الزورتقول كانت الفصول مكتظة بالطلاب وقد يصل الفصل بداخله الى ٥٠ طالب ، وأغلب الطلاب بلا كتب،وكنا نشرح المواد العلمية بدون وسائل تعليمية، وأحياناً أضطر لكتابة المناهج كاملة على السبورة بسبب عدم توفر الكتب.
سهيل الجاسم معلم في إحدى مدارس مدارس ديرالزور ، قال إن المدرسة التي كان يعمل فيها أغلقت أبوابها نتيجة قصفها من قبل النظام ، مشيرًا إلى أنها كانت تضم حوالي 700 طالبًا، غالبيتهم أصبحوا الآن خارج مقاعد الدراسة.
وأضاف سهيل أن النظام لم يكن يسعى بعد سيطرته على المدينة واجزاء من ريفها لاعادة تفعيل المدارس المدمرة واعادة ضبط العملية التعليمي والتحدي الاكبر الذي واجها المعلمين او دكاترة الجامعات كان نزوح الطلاب مع ذويهم من مدينة دير الزور إلى مناطق لم يطالها القصف، مطالبًا المنظمات الدولية وحكومة تصريف الأعمال بالاسراع والانتباه للعملية التعليمية لاعادة ضبطها.
تأثير سيطرة قوات قسد
سيطرت قوات قسد على سبع قرى في ريف دير الزور الشرقي كانت تحت سيطرة النظام البائد، مما أدى إلى خروج مدارس هذه القرى عن الخدمة. في المقابل، قامت مديرية التربية بنقل المعلمين من تلك المناطق إلى مدارس قريبة من المدينة لاستيعابهم.
جهود إعادة الإعمار
إعادة إعمار القطاع التعليمي في دير الزور تتطلب تضافر الجهود المحلية والتعاون مع المنظمات الدولية الداعمة للتعليم. هذه الجهود يجب أن تركز على تأهيل وترميم المدارس المتضررة، وتوفير البنية التحتية اللازمة لضمان استمرارية العملية التعليمية بشكل مستدام.
يظل واقع التعليم في دير الزور بحاجة إلى اهتمام كبير واستراتيجيات مستدامة لإصلاحه، خاصة بعد الأضرار التي لحقت بالقطاع نتيجة الحرب والسياسات المهملة للنظام البائد. شهادات الأهالي والمعلمين تكشف عمق المأساة، وتؤكد ضرورة وضع التعليم على رأس أولويات إعادة الإعمار لتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.