العنف الأسري في الشمال السوري كارثة إنسانية يقابلها الصمت المجتمعي
آلاء إبراهيم – إدلب
في حادثة مأساوية جديدة تضاف إلى مئات القصص المستمرة من العنف القائم على النوع الأسري، ينتقل الطفل ﻣﺤﻤﻮﺩ إلى قسم العناية المركزة في إدلب، بعدما وقع ضحية تعذيب وحشي على يد والده، بسبب كسر غاز المطبخ بالخطأ، في صورةٍ بشعة من صور العنف، تظهر على جسد محمود آثار الضرب المبرح، وحروق متفرقة بعضها في مناطق حساسة قد تتسبب له بإعاقةٍ دائمة، لتُضاف هذه الجريمة إلى سجّل حافل بالانتهاكات الأسرية، في الأوساط المجتمعية المحلية
حرّكت قصة محمود الرأي العام، كاشفةً عن عمق المأساة التي تعيشها بعض الأسر تحت وطأة العنف، في ظل الجهل بالقوانين وعدم معرفة الحقوق، وغياب الردع القانوني الصارم في هذا الشأن.
وحول هذا الموضوع تؤكد الأخصائية الاجتماعية “مروة الرسلان” أن العنف الأسري لا يقتصر فقط على الضرب، بل يشمل الإهانات المستمرة، التهديد، التحكم المفرط، وحتى الحرمان من المال أو التعليم، وأشارت إلى أن “الآثار النفسية للعنف غالباً ما تكون أعمق وأطول أمداً وأكثر تأثيراً في المجتمع”
تشير بيانات مراكز الحماية في شمال سوريا إلى ارتفاعٍ ملحوظ في حالات العنف الأسري خلال العام الماضي، لا سيما بين النساء والأطفال، إذ يرجع بعض الأهالي هذه الممارسات إلى صعوبة الأوضاع الاقتصادية، والضغوط النفسية التي يعيشها البعض نتيجة النزوح والفقر والبطالة وغيرها من الأزمات
لكنّ الحد من هذه الظواهر أصبح ضرورة ملحّة. لا رفاهية، لما تشكّله من خطر حقيقي على المجتمع بأسره.