استخدام مياه الصرف الصحي لري الأشجار يهدد البيئة والصحة في درعا
هيومن فويس _ منصور الطرشان _ درعا
أكد المزارع أبو حسين لمراسل هيومن فويس أن مشهداً مريباً يثير القلق ويكشف عن خلل كبير في الرقابة البيئية والزراعية، حيث يقوم بعض المزارعين في محافظة درعا، وتحديداً في المناطق الممتدة من وادي الزيدي قرب درعا البلد وصولاً إلى بلدة تلشهاب، باستخدام مياه الصرف الصحي “الملونة” لري أشجار الزيتون. هذه الممارسات، التي تتم في ظل غياب الرقابة من الجهات المعنية، تهدد البيئة وصحة الإنسان بشكل مباشر.
المياه المستخدمة في الري تأتي من مجرى الصرف الصحي الذي ينقل مخلفات المدينة، بما فيها مياه الصرف التابعة للمشفى الوطني، التي تُحوّل عبر شبكة المجاري إلى وادي الزيدي. الأخطر من ذلك، أن هذه المياه لا تحتوي فقط على ملوثات عضوية، بل تشمل أيضاً مخلفات طبية مثل نفايات غرف العمليات ومخلفات الولادة، ما يزيد من احتمالية تسرّب الجراثيم والفيروسات إلى التربة، وبالتالي إلى السلسلة الغذائية.
ويتم سحب هذه المياه عبر مضخات خاصة يستخدمها المزارعون لسقاية أشجار الزيتون، ما يؤدي إلى تلويث التربة ونقل الأوبئة، ويهدد مستقبلاً سلامة المحاصيل وصحة المستهلكين. كما أن تراكم المياه الملوثة في مجرى الوادي شكل بيئة خصبة لانتشار الحشرات الضارة، التي يعاني منها السكان القريبون، وتحديداً في الصيف، حيث تتكاثر بسرعة كبيرة وتتسبب في أمراض جلدية وتنفسية.
الجدير بالذكر أن محاولات رسمية جرت قبل أكثر من 20 عاماً لبناء محطة معالجة للمياه الملوثة بهدف الاستفادة منها في الزراعة بطريقة آمنة، إلا أن هذه المشاريع لم تكتمل لأسباب مجهولة، وبقي الوضع كما هو عليه حتى اليوم.
في ظل هذه الوقائع، يطالب السكان والمختصون الجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل لضبط هذه الممارسات، والعمل على إعادة إحياء مشروع محطة التنقية، أو إيجاد بدائل آمنة لتصريف المياه الملوثة، حفاظاً على البيئة، وعلى صحة المواطنين، وعلى استدامة الإنتاج الزراعي في المنطقة .