انتشار ظاهرة “التشبيب” بالدراجات النارية في إدلب… خطر يهدد حياة الشباب والمارة
ساري عللو (إدلب) – هيومن ڤويس
تشهد شوارع مدينة إدلب في الآونة الأخيرة انتشاراً ملحوظاً لظاهرة ما يُعرف محلياً بـ”التشبيب” بالدراجات النارية، وهي ممارسة يقوم فيها بعض الشبان بالقيادة بسرعة عالية، مع تنفيذ حركات استعراضية خطيرة على عجلة واحدة أو بمناورات حادة.
هذه الظاهرة التي أصبحت مألوفة في الطرقات، لا تهدد حياة قائدي الدراجات فحسب، بل تعرض سلامة المارة والسائقين الآخرين لخطر حقيقي. وقد سجلت المستشفيات في الأشهر الأخيرة عدة إصابات متفاوتة الخطورة نتيجة حوادث ناجمة عن “التشبيب”، بعضها أدى إلى وفيات مؤسفة.
وبرغم سعي الجهات المسؤولة للحد من هذه الظاهرة عبر التوعية والمخالفات المرورية، إلا أنها ما زالت منتشرة بين أوساط الشباب، مدفوعة برغبة البعض في لفت الأنظار أو تقليد مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي.
محمد (17 عاماً)، أحد الشبان الذين يمارسون التشبيب، قال: “نحن نبحث عن المتعة والتسلية، ونحاول أن نثبت مهارتنا أمام أصدقائنا. نعرف أن الأمر خطير، لكننا نشعر بالإثارة ولا نفكر كثيراً في العواقب.”
أما أبو أحمد، فأعرب عن قلقه قائلاً: “أنا أراقب بخوف حركات هؤلاء الشباب واتمنى أن يعودوا الى ديارهم سالمين . هذه الحركات مميتة، وعلى الجهات المسؤولة التدخل فوراً قبل أن نفقد المزيد من شبابنا.”
وبصوت متهدج، يروي علي أبو محمد، الذي فقد ابنه البالغ من العمر 18 عاماً في حادث تشبيب: “ابني خرج بدراجته ليلاً مع أصدقائه، وبعد ساعة جاءني الخبر… اصطدم بسيارة وهو على عجلة واحدة، ومات قبل أن يصل إلى المستشفى. لن أستعيده أبداً لكني أتمنى ألا يعيش أي أب ما عشته.”
العيون والسكان يتمنون أن تصبح شوارع إدلب مكاناً آمناً للحياة ولاتفقد المزيد من شبابها لأي سبب كان وتكون هادئة ومطمئنة