هيومن فويس _ منصور الطرشان _ درعا
اكد الناشط الإنساني علي اللباد لمراسل هيومن فويس أن بلدة غباغب الواقعة في ريف درعا الشمالي، يقاوم فيها مركز إيواء صغير هشّ، حيث يحتضن عشرات العائلات المهجّرة من محافظة السويداء، ممن اضطروا لترك منازلهم نتيجة التوترات الأمنية المتصاعدة في جنوب سوريا.
المركز أُنشئ بمبادرة من أهالي البلدة وبإشراف فريق تطوعي محلي يُعرف باسم “يبقى الأثر”، الذي يبذل جهوداً استثنائية رغم إمكانياته المتواضعة لتأمين الحد الأدنى من احتياجات الحياة اليومية. الفريق يعتمد كليًا على تبرعات فردية متفرقة، في ظل غياب أي دعم رسمي أو مؤسساتي.
يضم المركز مرافق بدائية لا ترقى إلى الحد الأدنى من المعايير الإنسانية. المياه غير منتظمة، الإنارة محدودة، والحمّامات جماعية تُستخدم من قبل جميع العائلات. أما المساعدات الغذائية والدوائية فهي عشوائية وتتوقف على حجم التبرعات المتوفرة. في محاولة للتخفيف من الأثر النفسي للتهجير، يسعى الفريق لتقديم دعم نفسي أولي للأطفال، وتهيئة جو من التكاتف لتقليل التوتر داخل المركز.
لكن الواقع القائم في مركز غباغب يُنذر بالخطر. غياب التمويل المستدام يجعل استمرارية المركز موضع شك، في حين أن ضعف البنية التحتية وانعدام الشروط الإنسانية في المسكن والخدمات يزيد من معاناة الأهالي. كما يشهد المركز ازدحامًا كبيرًا، ما يرفع من احتمالات تفشّي الأمراض ويحول دون تأمين بيئة صحية مناسبة.
يعاني المركز من نقص حاد في المواد الأساسية مثل الغذاء، الأدوية، الفوط الصحية، وفرش النوم، إضافة إلى غياب التدفئة شتاءً والتبريد صيفًا، مما يفاقم معاناة الأطفال والمرضى.
في ظل هذه الظروف، يناشد الفريق التطوعي والمهجّرون الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية ضرورة دعم المركز بشكل عاجل من خلال تحسين البنية التحتية وتأهيل المباني لتصبح صالحة للسكن المؤقت، وتوفير المساعدات الإغاثية الأساسية بشكل منتظم.
مركز غباغب ليس مجرد ملجأ، بل شاهد على مأساة إنسانية تتفاقم في الظل، تنتظر من ينصت لها، ويمد لها يد العون قبل أن يتحول الأمل إلى خيبة