بلدة عين الفيجة بين الأنقاض والإهمال وسط مطالبات من الأهالي لإيجاد حلول
مياسة غانم (ريف دمشق)
شهدت محافظة ريف دمشق خلال سنوات الثورة تدميرا واسعا لأحيائها ومدنها إذ تعد المحافظة من أكثر المحافظات التي تدمرت إما بسبب القصف الممنهج عليها أو بسبب ما جرى بعد تهجير أهلها من سرقة وتدمير متعمد لمنازلها وأحيائها، كما حدث في عين الفيجة وداريا وحوبر وغيرها من المدن التي إلى الآن ما زالت الأنقاض متواجدة بها دون أي تحرك بهذا الشأن من قبل المسؤولين في ريف دمشق.
حيث رصد “هيومن فويس ” منشورات للناشط الإعلامي “كمال جمال الدين” على صفحته عبر منصة “فيسبوك” أوضح فيها حال بلدة عين الفيجة التي ما تزال أبنيتها مدمرة وشوارعها مليئة بالأنقاض حيث شرح أنه عقب الحملة العسكرية الأخيرة على عين الفيجة وتهجير سكانها إلى الشمال السوري، أقدمت فرق الهندسة في الحرس الجمهوري على تلغيم وتفجير ما يقارب 80% من منازل ومطاعم البلدة.
وشمل التفجير المراكز الحيوية مثل مقسم الاتصالات، مقر الناحية، مجلس البلدة، محكمة وادي بردى، مكتب الكهرباء، البنك،وكافة الدوائر الحكومية.
وفي مطلع عام 2018، أصدرت حكومة النظام السابق قراراً باستملاك 1100 عقار في عين الفيجة، أي أكثر من نصف مساحة القرية السكنية.
كما ذكر في منشوره أنه ومنذ ديسمبر 2016 وحتى اليوم، يعيش أكثر من 6000 نسمة من أهالي القرية في بيوت مستأجرة، في حين استطاع عدد قليل شراء منازل خارجها، و بالرغم من محاولات وجهاء وأعيان ومحامي وقضاة عين الفيجة بعد سقوط النظام في ديسمبر، لإلغاء قانون الاستملاك الجائر، إلا أن طلباتهم قوبلت برفض متكرر، دون اعتبار لكون هذه الأراضي ملكيات خاصة مسجلة رسمياً.
وأوضح “جمال الدين” أنه عند تنفيذ عمليات التلغيم والهدم، كان القرار يصدر من مدير مؤسسة مياه الشرب في دمشق آنذاك، محمد عصام الطباع، وبعد سقوط النظام، أُعفي من منصبه ليُعيَّن مستشاراً للمدير الجديد، هذا الأمر الذي أثار غضب الأهالي واستفزهم ، على الرغم من المطالبات بإقالته وإحالته للتحقيق لمعرفة من الجهات المسؤولة عن إصدار أوامر تدمير البلدة، قوبل الأمر بالتجاهل.
حيث تقدر كمية الأنقاض في عين الفيجة بـ 80 ألف متر مكعب، وتحتاج إلى معدات ثقيلة لإزالتها وفتح الطرقات، لكن إدارة منطقة قدسيا – التي تتبع لها البلدة إدارياً – ترفض تأمين المعدات بحجة عدم توفرها.
وأشار في منشوره إلى أنه إلى اليوم لا توجد شبكة كهرباء، ولا صرف صحي، والمياه تصل إلى بعض المنازل عبر صهاريج بأسعار مرهقة، المدارس مدمرة، والوعود بإعادة تأهيلها لم تُنفذ، الطرقات مظلمة، ورغم تبرعات الأهالي لتركيب إنارة تعمل بالطاقة الشمسية، يبقى الوضع مزرياً.
كما وقد نقل مطالب أهل البلدة الذين أكدوا أن مطلبهم الأول هو إقالة محمد عصام الطباع وإحالته للتحقيق، وإلغاء قرار الاستملاك بمرسوم جمهوري إضافة إلى معالجة أوضاع المياه والصرف الصحي والكهرباء، و إزالة الأنقاض ودعم المجلس البلدي وأعيان البلدة.
ويذكر أن عين الفيجة كانت تعد وجهة للسياحة والاصطياف في ريف دمشق إضافة إلى نبع عين الفيجة الذي يتفدق من سفوح جبالها ويزود دمشق بحاجتها الأساسية لمياه الشرب.