“الآبار العشوائية تستنزف المياه الجوفية في ريف دمشق وسط غياب الرقابة”
تشهد محافظة ريف دمشق موجة غير مسبوقة من الحفر العشوائي للآبار الارتوازية، ما يهدد بشكل خطير مخزون المياه الجوفية في المنطقة، في ظل غياب واضح لرقابة السلطات المحلية.
أفاد علي عمران، أحد سكان ريف دمشق الغربي، في تصريح خاص لموقع “هيومن فويس”، أن أكثر من عشرة آبار تم حفرها في حيه خلال أشهر قليلة، مضيفًا أن تكلفة حفر البئر الواحد قد تصل إلى 80 مليون ليرة سورية أو أكثر، حسب العمق والمعدات المستخدمة. وأوضح أن العديد من الآبار القديمة تضررت جراء هذا الحفر العشوائي، ما أدى لانخفاض منسوب المياه فيها بشكل ملحوظ.
من جانبها، قالت أم محمد، وهي مزارعة من إحدى بلدات الغوطة الغربية، إن مزرعتها التي كانت تعتمد على بئر قديم بدأت تعاني من قلة المياه، مشيرة إلى أنها أصبحت تضطر لتشغيل مضخة لفترات أطول مما يرفع تكاليف الري. وأضافت بحزن: “كنا نروي أرضنا بسهولة، اليوم نحن نحارب لنحصل على كل لتر ماء”.
كما أفادت مصادر أهلية في إحدى مناطق القلمون بريف دمشق الشمالي أن الآبار التي كانت تغذي أحياء بأكملها لم تعد تكفي احتياجاتها، نتيجة الجفاف من جهة، والحفر العشوائي غير المنظم من جهة أخرى.
يُذكر أن بعض البلديات فرضت على أصحاب الآبار غير المرخصة ما يسمى بـ”المصالحة” مقابل مبالغ مالية، بينما أقدمت على ردم آبار أخرى لعدم تسويتها قانونيًا، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة المائية في السنوات القادمة إذا استمرت هذه الممارسات.