بين استعادة المنازل واستمرار المعاناة… أصوات متباينة من أهالي عفرين
سوزانا أحمد – هيومن فويس – عفرين
شهدت الأيام الأخيرة تضاربًا في المعلومات حول عملية استرداد منازل السكان الأصليين في مدينة عفرين، التي تم الاستيلاء عليها خلال السنوات الماضية.
مصادر محلية أكدت لـ”هيومن فويس” أن لجنة “رد الحقوق” التابعة لإدارة المنطقة تمكنت بالفعل من إعادة عدد من المنازل لأصحابها، في خطوة وُصفت بالمهمة، غير أن الكثير من الأهالي ما زالوا عاجزين عن استعادة ممتلكاتهم، والتي لا تزال تحت سيطرة بعض القيادات العسكرية النافذة في المنطقة.
ووفق المصادر ذاتها، ما تزال العديد من العقارات في عدد من القرى، خصوصًا في ناحيتي بلبل وراجو، خاضعة لسيطرة فصائل عسكرية، أبرزها فرقة “الحمزات” التابعة للجيش الوطني السوري، والتي أُدمجت مؤخرًا ضمن “الفرقة 76″. وتشير الشهادات إلى أن بعض الأهالي طُلب منهم دفع مبالغ مالية مقابل إخلاء منازلهم.
أحد العائدين بعد خمس سنوات من النزوح، قال لـ”هيومن فويس”:
“وقفت أمام بيتي من جديد، رغم الضرر الكبير وسرقة كل شيء حتى الحنفيات، لكن إحساسي بالعودة لا يُقدَّر بثمن.”
في المقابل، ما زالت فهيمة عثمان عاجزة عن استعادة منزلها، إذ أوضحت:
“حاولت أرجع لبيتي عند دوار قبان، لكن قيل لي إنه أصبح بيد قريب أحد قادة الفصائل من حريتان، وطلب مني مبلغًا كبيرًا مقابل الإخلاء. لم أتمكن من الدفع، وأنا الآن أعيش بالإيجار، وبيتي ما زال عندهم رغم كل الشكاوى.”
وتفيد شهادات أخرى أن بعض العائلات اضطرت لدفع أموال لاستعادة منازلها، فيما تعرضت منازل أخرى أُخليت للنهب والتخريب، مما ضاعف معاناة أصحابها.
ورغم أن مسار الإصلاح ورد الحقوق يعد خطوة مهمة نحو إعادة الثقة، إلا أن تحقيق التوازن في نقل الصورة يتطلب توثيق المظالم بالتوازي مع إبراز الجهود المبذولة للإصلاح. وبين من عادوا إلى منازلهم ومن ما زالوا ينتظرون، تبقى عفرين على أمل أن تشمل خطوات الإصلاح الجميع، حتى تعود البيوت عامرة كما كانت.