إدلب – آلاء إبراهيم – هيومن فويس
في وقت أصبحت فيه إيجارات وأسعار الشقق السكنية تتجاوز الحد المعقول، للعائلات ذات الدخل البسيط، أو حتى تلك التي فقدت معيلها، باتت المنازل المتصدعة والقديمة خياراً قاسياً يفرضه الفقر المدقع، ففي مدينة إدلب وريفها توجد آلاف المنازل تعرّضت لاستهدافاتٍ عنيفة، جعلتها غير صالحة للسكن، إلاّ أن الواقع المعيشي يجبر تلك العائلات على قصدها كمأوى وحيد بعدما تقطّعت بهم السبل، لتصبح أشبه بقنابل موقوتة قد تنهار على ساكنيها في أي لحظة.
“أسماء” نازحة من ريف حلب، وصفت مكان سكنها بأنه “نصف منزل” وهي تقطن فيه منذ ما يقارب ثلاثة أعوام، تجلس على بساط مهترئ داخل غرفة بلا أبواب، وهي تحاول إقناع نفسها بأن البيت ما زال آمناً لأطفالها الثلاثة، تقول لهيومن فويس:” ما كان عندي بديل بعد وفاة زوجي، تقطعت بي السبل وأما أرضى بالواقع أو أبني خيمة وعيش فيها بس بضل السقف أرحم من الخيمة”
وفي حديث لهيومن فويس مع المهندس المدني “قتيبة” أوضح أنّ الكثير من هذه البيوت باتت مهددة بالانهيار في أي لحظة، في وقت تعجز فيه العائلات عن دفع تكاليف الترميم أو استئجار منازل جديدة، وسط أزمة سكنٍ خانقة، يفاقمها الفقر والغلاء وقلة فرص العمل.
من جهتها حذّرت منظمة الدفاع المدني الأهالي. من خطورة اختيار هذه المنازل المتهالكة للسكن، خاصةً عقب انهيار العديد منها والتسبب بمقتل وجرح العديد من المدنيين، ولكن بالرغم من خطورة الوضع، لا توجد خطط إسكان بديلة أو مشاريع ترميم واسعة من قبل الجهات المحلية أو المنظمات، ما يجعل هذه الأسر عالقة بين خطر الانهيار أو مواجهة التشرد.