تل حميس ريف الحسكة المنسي: قرى بلا ماء ولا كهرباء
الحسكة – هيومن فويس – رنيم الأحمد
في عمق ريف الحسكة، وتحديدًا في منطقة تل حميس، يعيش الناس على هامش الحياة، في قرى مثل زومة، خربة عمر، الموسى، المجدرة وغيرها، باتت شبه منسية، تعيش عزلة تامة عن أبسط مقومات البقاء: لا كهرباء، لا ماء، ولا حتى أمل قريب.
منذ سنوات، وأهالي هذه القرى يواجهون صيفًا بعد صيف، وشتاءً بعد شتاء، من دون كهرباء تُذكر، ومياه يشترونها بـما لا يملكون. كل شيء متروك للجهد الشخصي، للصدف، أو للمساعدات التي بالكاد تصل إن وصلت أصلاً.
في حديثه لهيومن فويس، يقول أبو سليمان مصلح، أحد سكان قرية المجدرة:
نعيش منذ سنوات على الصهاريج، وندفع ما لا نملك لقاء تنكة ماء، اما الكهرباء مقطوعة بالكامل من أكثر من تسعة شهور، وإذا شغّلوها، ونعتمد عالصهاريج والمولدات، وليتر المازوت بـ6,000 ليرة. قمنا بالكثير من المحاولات والمناشدات لكن دون جدوى، كان قبل ستة اشهر بعض المنظمات تقوم بمساعدتنا عبر توزيع المياه ف انقطع الدعم ولم تعد توزع شيء، العوائل التي حالها ميسور يستخدمون الطاقة الشمسية، ويقوم السكان بالتعاون، ونتشارك المياه اما من الآبار أو الصهاريج.
الصيف هذا العام كان قاسيًا، لا شيء يقيهم حرّه إلا بضع دلاء من ماء تُخزَّن بوسائل بدائية، أو مروحة لا تعمل، ومع تفاقم الأزمة، ازدادت أمراض الجهاز الهضمي والتسممات، لا سيما بين الأطفال، بسبب تلوث المياه وسوء التغذية.
ما يزيد الطين بلّة أن هذه المناطق تبقى بعيدة تمامًا عن رادار الاهتمام،لا من قبل مؤسسات الادارة الذاتية ولا حتى من أغلب المنظمات الإنسانية، وكأن هذه القرى لا تظهر على خريطة الإغاثة، ولا في حسابات “التوزيع العادل” للمساعدات.