جفاف بحيرة المزيريب يهدد البيئة والسياحة في درعا
هيومن فويس _ منصور الطرشان _درعا
اكد أحمد الحسين أحد مزارعي بلدة المزيريب لمراسل هيومن فويس أن بحيرة المزيريب في محافظة درعا السورية تشهد أزمة بيئية متفاقمة نتيجة جفافها المستمر، مما أدى إلى تراجع كبير في أهميتها كمورد مائي وسياحي في المنطقة. كانت البحيرة، التي تقع شمال غرب مدينة درعا على بعد نحو 12 كيلومتراً، تشكل في السابق أحد أبرز المعالم السياحية وأكثرها جذباً للزوار، فضلاً عن كونها مصدراً رئيسياً لمياه الشرب وللثروة السمكية في المحافظة.
تمتد بحيرة المزيريب على مساحة تُقدّر بـ10 آلاف و500 متر مربع، وتعد من أهم المسطحات المائية في الجنوب السوري. إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعاً خطيراً في منسوب مياهها، حتى باتت في بعض المواسم شبه جافة، ما يهدد الحياة البيئية حولها ويؤثر على السكان الذين يعتمدون عليها في معيشتهم.
ويُرجع الخبراء سبب الجفاف المتزايد إلى ظاهرة حفر الآبار العشوائية في محيط البحيرة، دون رقابة أو تنظيم من الجهات المعنية. هذه الآبار، التي تكاثرت بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي، استنزفت المياه الجوفية وأدت إلى انخفاض منسوب المياه في منطقة حوض اليرموك، ما أثّر مباشرة على البحيرة التي تعتمد على المياه الجوفية والينابيع المغذية لها.
ويرى بعض المحللين أن الآبار البحرية المحفورة في المنطقة ساهمت بشكل كبير في تسرب المياه السطحية إلى الأعماق، ما أدى إلى فقدان التوازن البيئي، وجفاف العديد من الينابيع المغذية للبحيرة. وقد نتج عن هذا الوضع فقدان الثروة السمكية وتراجع النشاط السياحي بشكل كبير، مما أثر سلباً على الاقتصاد المحلي للسكان الذين كانوا يعتمدون على السياحة وصيد الأسماك كمصدر دخل رئيسي.
الجفاف الحالي لبحيرة المزيريب يدق ناقوس الخطر بشأن مستقبل الموارد المائية في درعا، ويستدعي تحركاً عاجلاً من الجهات المختصة لإيقاف الحفر العشوائي، وتنظيم استخدام المياه الجوفية، إضافة إلى إطلاق مبادرات لإحياء البحيرة وإعادة تأهيل النظام البيئي المحيط بها.
إن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى كارثة بيئية واجتماعية حقيقية، ما لم يتم اتخاذ خطوات فعلية للحفاظ على ما تبقى من البحيرة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تراثها الطبيعي والاقتصادي .