محطة أهلية لمياه الشرب تُنهي معاناة سكان ريف دير الزور
دير الزور – مروان الفراتي
في خطوة غير مسبوقة، أنهى سكان قرية الزغير شامية في ريف دير الزور الغربي سنوات من المعاناة مع المياه الملوثة، وذلك من خلال إطلاق مشروع إنشاء محطة أهلية لتنقية مياه الشرب. يأتي هذا المشروع بعد عقود من الإهمال الحكومي وتوقف محطات المياه، مما أجبر الأهالي على الاعتماد على مياه نهر الفرات مباشرة، والتي تحولت إلى مصدر للأمراض والأوبئة.
تحديات صحية وإهمال طويل الأمد
عانت القرية لأكثر من عقد من الزمن من نقص حاد في مياه الشرب النظيفة، حيث توقفت محطات الضخ الحكومية عن العمل دون تدخل من الجهات المسؤولة. أدى الاعتماد على المياه غير المعالجة من نهر الفرات إلى تفشي أمراض مزمنة بين السكان، أبرزها أمراض الكلى والتهابات الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى المشكلات الجلدية لدى الأطفال.
وفي تصريح لأحد سكان القرية، أشار إلى أنهم اضطروا لشرب هذه المياه بسبب غياب أي بدائل آمنة، مما أدى إلى زيادة أعداد المرضى دون أي اهتمام رسمي.
مبادرة مجتمعية ذاتية التمويل
لمواجهة هذا الواقع المرير، اتخذ أهالي القرية قرارًا بإنشاء محطة مياه أهلية بتمويل ذاتي كامل، معتمدين على تبرعات من أبناء القرية والوجهاء والمغتربين. ويشرف على الجانب الفني للمشروع مؤسسة المياه في دير الزور، فيما تكفل الأهالي بتغطية التكاليف المالية.
وقد بلغت تكلفة المرحلة الأولى من المشروع، والتي تشمل بناء المرقد (هيكل إسمنتي لترسيب المياه)، حوالي مليار ليرة سورية.
وفي بادرة تعكس التكافل المجتمعي، تبرع أحد السكان بالأرض اللازمة لإقامة المحطة، كما قدّم آخر جزءًا من أرضه لفتح طريق يسهل وصول مواد البناء.
آمال بمستقبل أفضل
يُعد هذا المشروع الأول من نوعه في المنطقة الذي يعتمد على التمويل الأهلي الكامل، ومن المتوقع أن يخدم حوالي 1500 منزل، أي ما يقارب 7000 نسمة. ويُنهي هذا الإنجاز معاناة طويلة مع المياه الملوثة، ويُشكل بصيص أمل لسكان المنطقة.
وأشار أحد سكان قرية مجاورة إلى أن محطة المياه السابقة لم تكن كافية لتلبية احتياجات القرى، مما دفع الأهالي لشراء المياه بأسعار مرتفعة. يأمل الأهالي أن تُشكل مبادرتهم نموذجًا يُحتذى به في القرى المجاورة، وأن تتحول هذه الجهود إلى حراك مجتمعي واسع لتحسين الخدمات الأساسية في المنطقة.