هيومن فويس _ منصور الطرشان _ درعا
أكد علي اللباد، المسؤول الإعلامي في المنطقة الشمالية بمحافظة درعا لمراسل هيومن فويس أن مدينة الصنمين تواجه أزمة حادة في مياه الشرب، وسط شكاوى متزايدة من السكان، وارتفاع لافت في أسعار صهاريج المياه، ما يثقل كاهل الأهالي في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وأشار اللباد في تصريح خاص لمراسلنا إلى أن مصدر المياه الأساسي للمدينة يأتي عبر محطة القنية التي تعتمد حالياً على بئرين فقط بعد أن جفّت خمسة آبار أخرى في المحطة، وهو ما أدى إلى تراجع حاد في القدرة على تلبية حاجة السكان من المياه.
وتحدث اللباد عن وجود عدد كبير من الآبار المخالفة في منطقتي القنية وتبنة، ما زاد من الضغط على محطة القنية، وساهم في تراجع كمية المياه التي تصل إلى مدينة الصنمين، موضحاً أن هذه التعديات أثّرت بشكل مباشر على عمل المحطة، وأدت إلى اضطراب في توزيع المياه داخل المدينة.
وأوضح اللباد أن ثمن صهريج المياه في المدينة يبلغ حالياً حوالي 100 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ باهظ مقارنة بدخل الأسر، مشيراً إلى أن الكمية التي يوفرها الصهريج لا تكفي سوى عشرة أيام فقط لعائلة واحدة، وذلك حسب طبيعة الاستهلاك.
الأحياء الأكثر تضرراً من هذه الأزمة تشمل الحي الشمالي المعروف بطريق “الشبيبة”، والحي الأوسط الذي يضم حي البريد ومخبز “أبو حكمت”، بالإضافة إلى حي الجمعية الخيرية، والحي الغربي المعروف بطريق “حوارّة”، حيث تشهد هذه المناطق معاناة يومية في تأمين مياه الشرب، وسط غياب حلول مستدامة حتى الآن.
وعن الأسباب المباشرة للأزمة، أوضح اللباد أن التعديات على خطوط الدفع ووجود آبار مخالفة بالقرب من محطات التزويد – مثل محطة بصير ومحطة القنية – تعتبر من أبرز العوامل التي أدت إلى تراجع إمدادات المياه لمدينة الصنمين. وأضاف أن هذه الآبار تسحب كميات كبيرة من المياه لصالح مشاريع زراعية، في حين يعاني المواطنون من العطش.
ودعا اللباد إلى ضرورة ترشيد استهلاك المياه بشكل مؤقت إلى حين حلول فصل الشتاء وتحسن مصادر المياه الطبيعية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أهمية تدخل الضابطة المائية في محافظة درعا لإزالة التعديات وضبط الآبار المخالفة، ووضع حد للاستنزاف غير المشروع للمياه.
واقترح اللباد تركيب أجهزة مراقبة على الآبار المرخصة المحيطة بالمحطات الرئيسية لضبط كميات السحب وتنظيمها، بحيث يتم تقنين استخدامها لصالح المشاريع الزراعية غير الأساسية، وترك الأولوية لمحطات الضخ التي تزود مدينة الصنمين، مشدداً على ضرورة وجود برنامج واضح لتنظيم استهلاك المياه بين الجهات المعنية.
وختم اللباد حديثه بتأكيده على أن الأزمة الحالية تتطلب تضافر الجهود بين المجتمع المحلي والجهات الحكومية، من أجل إيجاد حلول عملية ومستدامة، بما يضمن إيصال المياه لجميع سكان المدينة بشكل عادل ومنتظم