نساء أرياف إدلب.. زراعة وإنتاج منزلي لمواجهة الغلاء
إدلب _ هيومن ڤويس _ نور بري
مع استمرار الغلاء المعيشي وارتفاع أسعار المواد الغذائية في الشمال السوري، باتت الزراعة المنزلية وإنتاج المونة خيارا أساسيا للعديد من النساء في أرياف إدلب، لتأمين احتياجات أسرهن والحد من الاعتماد على الأسواق.
في القرى المنتشرة بريف إدلب، تحوّلت المساحات الصغيرة حول المنازل إلى حدائق خضراء تزرع فيها النساء الخضروات الموسمية مثل البندورة، الخيار، الكوسا، الفليفلة، الباذنجان، والبقدونس، مستفيدات من مياه الآبار أو شبكات الري البسيطة، في مشهد يعكس عودة التمسك بعادات الريف القديمة.
وفي تصريح خاص ل هيومن ڤويس
تقول سارة ربة منزل من إحدى قرى ريف إدلب: بزرع مشان نعيش أنا وعيلتي، من خضرة البيت بطبخ الطبخة، وأوقات بعمل مونة من الفليفلة أو البندورة أو المخلل هيك ما منضطر نشتري كل شي من السوق، خاصة مع الغلاء الكبير مؤكدة أن هذا العمل رغم مشقته يمنحها شعورا بالاكتفاء الذاتي ويخفف من الضغوط الاقتصادية.
وبالسياق ذاته تضيف احلام قائلة :
بعد ما طلع الشتل القديم وخلص حمله بلشت بزراعة شتل جديد هيك بلحق يحمل بتشرين تقريبا بهي العملية بضل على مدار الصيف لبين يجي الشتا عم اطبخ من خضرة البيت وكمان عندي كم شجرة رمان هدول بقطفن وبعمل منن دبس رمان للبيت و ببيع لجيراني
ولا يقتصر دور هذه النساء على تأمين الطعام الطازج، بل يمتد ليشمل إعداد المؤونة الشتوية من المخللات، دبس البندورة، الفليفلة الحمراء، ما يوفّر مخزونا غذائيا للأسرة على مدار العام. كما تقوم بعضهن ببيع الفائض من الإنتاج في أسواق القرى أو على الطرقات، لتأمين دخل إضافي يساعد في تلبية احتياجات أخرى.
فيما يرى عدد من سكان الارياف أن هذه المبادرات الفردية أسهمت في تعزيز الأمن الغذائي المحلي، ووفرت بدائل صحية واقتصادية في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها إدلب. كما أنها ساعدت في ترسيخ قيم التعاون الأسري، حيث يشارك أفراد العائلة في الزراعة والحصاد، ما يحافظ على روح العمل الجماعي التي طالما تميز بها الريف السوري.