زراعة الفطر… مشروع نسائي ناجح يزدهر في ريف دمشق رغم التحديات
ريف دمشق – هيومن فويس – ديما بلال
في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وانعدام فرص العمل التي تعاني منها سوريا منذ سنوات، تلجأ العديد من النساء، ولا سيما في ريف دمشق، إلى إطلاق مشاريع صغيرة تؤمّن دخلاً إضافياً يساعد أسرهن على الصمود. ومن بين هذه المشاريع، برزت خلال السنوات الأخيرة زراعة الفطر الأبيض والمحاري كأحد الخيارات الواعدة للمرأة الريفية.
أميرة بيطار، من بلدة رنكوس في القلمون، تُعد نموذجاً ملهمًا في هذا المجال. بدأت تجربتها قبل عدة سنوات بزراعة الفطر المحاري بعد أن التحقت بعدة دورات تدريبية نظمتها جمعيات محلية داعمة. ومع مرور الوقت، طورت خبرتها لتنتقل بعد عامين إلى زراعة الفطر الأبيض، الذي يتطلب بيئة خاصة داخل مزارع مجهزة بالكهرباء وأنظمة تكييف، إضافة إلى شروط فنية دقيقة.
تقول بيطار لـ”هيومن فويس” إن زيادة الطلب على منتجاتها شجعها على توسيع المشروع، رغم الصعوبات التي واجهتها، وأبرزها انقطاع الكهرباء وارتفاع تكاليف الطاقة البديلة. ومع ذلك، واصلت العمل بعزيمة حتى تمكنت من تحقيق نجاح ملموس، لتصبح اليوم قادرة على إدارة مزرعة متخصصة في إنتاج الفطر الأبيض وتوفير مصدر دخل ثابت لأسرتها.
ولم يتوقف طموحها عند الإنتاج فقط، بل أصبحت قادرة على تنظيم دورات تدريبية لتعريف نساء أخريات بهذه الزراعة، بهدف دعم المرأة الريفية وفتح أبواب سوق العمل أمامها.
هكذا تحوّلت تجربة أميرة إلى قصة نجاح تلهم نساءً كثيرات في ريف دمشق، لتثبت أن المشاريع الصغيرة، وإن بدت بسيطة، يمكن أن تكون طوق نجاة اقتصادي في ظل الظروف القاسية.