“6 آلاف أسرة نازحة من السويداء تواجه خطر التشرد مع اقتراب افتتاح المدارس في درعا”
درعا ـ هيومن فويس ـ يحيى الكناني
مع اقتراب موعد افتتاح العام الدراسي الجديد في محافظة درعا، يواجه قطاع التعليم والمجتمع المحلي تحديًا كبيرًا يتمثل في إيواء أكثر من 6 آلاف نازح من محافظة السويداء داخل المدارس الحكومية. هذه المدارس التي تحولت خلال الأشهر الماضية إلى مراكز إيواء مؤقتة باتت غير قادرة على الاستمرار في أداء وظيفتها التعليمية في ظل استمرار أزمة النزوح.
الأسر النازحة، التي اضطرت لمغادرة منازلها هربًا من التصعيد الأمني والأحداث الأخيرة في السويداء، تعيش ظروفًا إنسانية بالغة الصعوبة. فالخيام التي نصبت في باحات المدارس أو حولها لا توفر الحد الأدنى من الحماية في ظل ارتفاع درجات الحرارة صيفًا، وسط تخوفات من استمرار النزوح حتى فصل الشتاء، حيث سيواجه الأهالي ظروفًا أشد قسوة من البرد والأمطار.
تشير شهادات النازحين إلى أن الوضع الحالي يفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة، حيث تزداد المعاناة مع نقص الخدمات الأساسية وغياب الخصوصية وضيق المساحة، ما يؤثر سلبًا على صحة الأطفال وكبار السن، ويضاعف من الضغوط النفسية والاجتماعية على العائلات.
في حديث خاص لـ”هيومن فويس”، أكد ابو يوسف الرمثا من الأهالي النازحين بمركز ايواء منطقة ازرع أن بقاؤهم في هذه الظروف لم يعد ممكنًا، مطالبين المنظمات الإنسانية والهيئات الدولية والمحلية بالتدخل الفوري لتأمين مساكن بديلة تتناسب مع احتياجاتهم، وتوفر لهم بيئة آمنة وصحية تحفظ كرامتهم، وتسمح بإعادة المدارس إلى وظيفتها الأساسية مع بداية العام الدراسي.
كما دعا ناشطون ميدانيون إلى وضع خطة عاجلة بالتعاون بين السلطات المحلية والمنظمات الإغاثية لإيجاد حلول مستدامة، تشمل إنشاء مراكز إيواء مجهزة أو استئجار مساكن بديلة، محذرين من أن أي تأخير في الاستجابة قد يفاقم الأزمة ويؤدي إلى آثار إنسانية وتعليمية خطيرة على المدى القريب والبعيد.