النساء يتجهن للتعليم المهني كتخصص جديد في إدلب
هيومن فويس – نور بري – إدلب
في ظل التحديات الاقتصادية وغياب فرص العمل الكافية بدأت العديد من النساء في إدلب بالاتجاه نحو التعليم المهني كخيار عملي يساهم في توفير مصدر دخل مستقر ويعزز دورهن في الحياة المجتمعية.
وتزايدت إقبال النساء على مجالات مهنية متعددة مثل الخياطة تصفيف الشعر التطريز وصناعة الأغذية وذلك كبديل أو مكمل للتعليم الأكاديمي الذي لم يعد يضمن لهن فرص عمل مباشرة.
وفي تصريح خاص ل هيومن ڤويس
راما شابة في العشرينيات من عمرها التحقت مؤخرا بدورة تدريبية في تصفيف الشعر تقول: الشهادة الجامعية مهمة لكنها وحدها لا تكفي. اخترت تعلم مهنة الكوافيرا لأني واثقة أنها ستفتح لي باب عمل أساعد من خلاله عائلتي وأحقق استقلالي ومن الممكن أن اطور نفسي لافتتح مركز تجميل خاص بي .
أما زهراء فقد وجدت في الخياطة وسيلة عملية لتأمين دخل شهري يساعدها وأسرتها حيث أوضحت: بعد حصولي على شهادة جامعية لم أتمكن من إيجاد وظيفة لذلك لجأت إلى تعلم الخياطة واليوم أملك زبائن دائمين والمردود تقريبا يغطي نفقات بيتنا
فيما تلعب المراكز التدريبية والجمعيات المحلية دورا محوريا في هذا التحول إذ تقدم برامج تعليمية متخصصة للنساء من مختلف الأعمار وتركز على تطوير مهارات عملية تتوافق مع احتياجات سوق العمل المحلي كما تساعد هذه البرامج النساء على بناء شبكة اجتماعية ودعم معنوي يساهم في استمرارهن بالمهنة وتحقيق دخل مستدام.
ويشير ناشطون في العمل المجتمعي إلى أن الاتجاه نحو التعليم المهني يعكس تحولا في نظرة النساء إلى سوق العمل إذ باتت الأولوية لإتقان مهنة مطلوبة تتيح دخلا سريعا خصوصا في ظل الظروف المعيشية الصعبة. كما أن التعليم المهني يسهم في تعزيز صمود الأسر وتحسين وضع المرأة في المجتمع حيث تصبح قادرة على المشاركة الفاعلة في اتخاذ القرارات المالية والمنزلية.
هذا التحول يعكس رغبة النساء في الاعتماد على أنفسهن، وإيجاد بدائل عملية عن الانتظار الطويل لفرص عمل محدودة في القطاع الأكاديمي أو المؤسسات الرسمية ليصبح التعليم المهني خيارا واقعيا يعزز من صمود الأسر ويدعم الاقتصاد المحلي في إدلب.