درعا ساعة وصل مقابل خمس ساعات قطع… وأصوات من الأهالي تحذر من الانهيار الزراعي
درعا- هيومن فويس -يحيى الكناني
في ظل تدهور متواصل في الخدمات الأساسية، تعيش محافظة درعا جنوب سوريا أزمة خانقة في التيار الكهربائي، مع تفاقم ساعات التقنين إلى مستويات غير مسبوقة. ووفق ما أفاد به عدد من سكان المحافظة، فقد تم تقليص ساعات التغذية الكهربائية إلى ساعة واحدة فقط مقابل خمس ساعات من الانقطاع، في معظم المدن والبلدات.
هذا الواقع المتردي في قطاع الكهرباء يأتي نتيجة أعطال متكررة وخروج بعض محطات التوليد عن الخدمة، بحسب مصادر في قطاع الطاقة، ما انعكس بشكل مباشر على توزيع الكهرباء في مختلف المحافظات، وكان لدرعا نصيب كبير من هذا التراجع.
الزراعة في خطر… “ما عم نقدر نسقي الزرع”
تُعد درعا من المحافظات السورية الزراعية الرئيسية، حيث يعتمد جزء كبير من السكان على الزراعة كمصدر دخل وحيد، لكن الانقطاعات الطويلة في التيار الكهربائي بدأت تهدد هذا القطاع الحيوي. بحديث لموقع هيومن فويس عبّر “أبو مصعب”، وهو مزارع من بلدة طفس، عن حجم المعاناة التي يواجهها نتيجة انقطاع الكهرباء المستمر، قائلاً:الكهربا ما بتيجي غير ساعة، والبير اللي عندي بيشتغل عالكهربا، يعني ما في مي للسقاية. الزرع عم ينشف وخسارتي عم تكبر. نحنا ما طلبنا شي، بس بدنا الحد الأدنى لنعيش ونكفي شغلنا. المعاناة بدل ما تخف عم تزيد يوم عن يوم، والوضع عم يصير أصعب، وما حدا بيعرف لايمتى هيك.
انعدام البدائل وغياب الحلول
مع ارتفاع أسعار المحروقات وصعوبة تأمين المولدات أو الطاقة البديلة، يجد معظم الأهالي أنفسهم أمام واقع لا يُطاق، حيث لا قدرة لديهم على تعويض النقص في الكهرباء بأي وسائل أخرى. فالخسائر لا تقتصر على القطاع الزراعي فقط، بل تمتد إلى مختلف نواحي الحياة اليومية من حفظ المواد الغذائية وتشغيل الأدوات المنزلية، وحتى العمل.
يطالب أهالي درعا الجهات المعنية بضرورة التحرك العاجل لإصلاح الأعطال في محطات التوليد، وتوزيع عادل للكهرباء، خاصة في المناطق التي تعتمد على الزراعة كمصدر دخل أساسي. كما يدعون إلى وضع خطة طوارئ تدعم تأمين التيار للمضخات والآبار، على الأقل لتفادي خسائر أكبر في الموسم الزراعي الحالي.