تفاوت الخدمات الطبية يفاقم معاناة المرضى شمال سوريا
هيومن فويس – آلاء إبراهيم – إدلب
يعاني القطاع الصحي في محافظة إدلب من تفاوت واضح في مستوى الخدمات بين المستشفيات العامة والخاصة، وسط تدهور عام يزيد من تعقيد الأزمة الصحية ويثقل كاهل المرضى، خصوصًا من ذوي الدخل المحدود الذين يجدون أنفسهم أمام خيارات صعبة بين تكاليف المشافي الخاصة الباهظة وضعف الرعاية في المشافي العامة.
ورغم أن المستشفيات العامة ما تزال تستقبل أعدادًا كبيرة من المرضى، إلا أن قلة الإمكانات ونقص الكوادر الطبية وضعف الاستجابة الإسعافية باتت تعرقل تقديم الرعاية، ما يجعل المرضى من الفئات الفقيرة في مواجهة مباشرة مع مصاعب لا يملكون بدائل حقيقية لتجاوزها.
وفي شهادة خاصة لـ”هيومن فويس”، تحدثت إيمان، والدة الطفلة لجين المصابة بالتلاسيميا، قائلة: “ابنتي تحتاج إلى نقل دم شهريًا، لكنني أواجه صعوبة كبيرة في تأمينه. هناك سوء تنظيم وغياب لنظام الإحالة حتى في الحالات الطارئة، ما يضاعف من معاناتنا”.
وفي المقابل، لا تبدو المستشفيات الخاصة أفضل حالًا، إذ تعاني هي الأخرى من نقص في الخدمات وبطء في الاستجابة، خاصة مع غياب الرقابة على الأسعار وتراجع جودة العناية الطبية، وهو ما يجعل المرضى عالقين بين مشافي عامة مثقلة ومشافي خاصة مكلفة لا تقدّم خدمات أفضل.
ويُجمع متابعون للشأن الصحي في المنطقة على أن استمرار هذا التفاوت وتراجع جودة الخدمات سيؤديان إلى مزيد من الأعباء على الأهالي، في ظل غياب خطط واضحة لدعم القطاع الطبي أو ضبطه، الأمر الذي يحوّل أبسط الحالات الصحية إلى أزمات يومية للأسر في شمال سوريا.