توترات تحت السيطرة.. الاعتقالات السياسية تهزّ شمال شرق سوريا
شمال شرق سوريا/مروان الفراتي
تشهد مناطق شمال شرق سوريا، الواقعة تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، تصعيداً في ممارسات الاعتقال التعسفي، ما يثير قلقاً متزايداً في أوساط الناشطين الحقوقيين والسكان المحليين على حد سواء.
وتُشير المعلومات التي حصل عليها مراسل هيومين فويس إلى أن هذه الاعتقالات لم تعد تقتصر على الاشتباه في الانتماء إلى جماعات متطرفة، بل توسعت لتشمل حالات مرتبطة بالتعبير عن الولاء للحكومة السورية، ما يهدد بفتح جبهة جديدة من التوتر بين “قسد” والمجتمع المحلي.
اعتقالات على خلفية سياسية
يُعدّ اعتقال الشاب جمعة غازي الناصر في المالكية، البالغ من العمر 16 عامًا،مثال على هذا التوجه. وبحسب مصادر محلية، تم اعتقال الشاب بعد العثور على صورة لرئيس الحكومة السورية المؤقتة أحمد الشرع على هاتفه المحمول.
وعلى الرغم من أن “قسد” لم تُصدر أي بيان رسمي حول الحادثة، إلا أن هذه الخطوة تُعتبر جزءًا من سياسة القمع التي تستهدف الرموز الوطنية السورية في المناطق التي تسيطر عليها.
ويُذكر أن هذه الحادثة تأتي بعد تداول شائعات عن حالات مشابهة في مناطق أخرى، مثل القامشلي والحسكة والرقةفقد تم اعتقال طفل بسبب رفعه العلم السوري على دراجته الهوائية أثناء العب
كما تم توقيف أفراد بسبب رفع العلم السوري أو التعبير عن مواقف مؤيدة للحكومة.
ويُشير ناشطون إلى أن هذه الاعتقالات تُعدّ انتهاكًا واضحًا لحقوق الإنسان، وتحديدًا حق الفرد في التعبير عن رأيه بحرية. فمن الناحية القانونية، لا يوجد أي أساس لاعتقال شخص بسبب وجود صورة أو رمز على هاتفه، ما لم يثبت استخدامه للتحريض على العنف أو الكراهية. ويُرى أن هذه الممارسات لا تهدف فقط إلى فرض السيطرة الأمنية، بل تهدف أيضًا إلى فرض أجندة سياسية معينة على السكان المحليين، والقضاء على أي تعبير عن الولاء للدولة السورية.
و هذه الممارسات تُؤدي إلى خلق حالة من الخوف والترهيب في أوساط السكان بحسب المحامي سعد الخميس من أبناء بلدة مركدة ما يُعيق أي محاولة للحوار أو التفاهم بين “قسد” والمجتمع المحلي.
فبدلًا من بناء جسور الثقة، تُستخدم هذه الممارسات لتعميق الفجوة بين الطرفين، وتُعرّض النسيج الاجتماعي الهش في المنطقة لمزيد من التصدع. ويُؤكد نشطاء أن هذا السلوك قد يدفع الشباب إلى اتخاذ مواقف أكثر تطرفًا، ما يُهدد بزعزعة الاستقرار في منطقة تُعاني أصلاً من ويلات الحرب.