أزمة المحروقات في السويداء.. حصار خانق وشلل في الحياة اليومية
سنا بدر -سويداء -هيومن فويس
تشهد محافظة السويداء منذ اندلاع الأحداث الأخيرة أزمة خانقة في مختلف المواد الأساسية إلا أن أزمة المحروقات باتت العنوان الأبرز للمعاناة اليومية للسكان لما تمثله من شريان رئيسي في استمرار الخدمات والحياة الاقتصادية والمعيشية.
فالمحروقات التي تُعد الركيزة الأساسية لوسائل النقل وتشغيل المخابز والمشافي والمولدات الكهربائية باتت شبه معدومة في المحافظة. وأكد مدير فرع المحروقات في تصريح خاص “لهيومن فويس” أن المحافظة تعيش منذ أشهر تحت حصار خانق أدى إلى شلل شبه تام في حركة المواصلات والنقل والخدمات العامة.
وأوضح أن الكميات التي تصل إلى السويداء لا تتجاوز 5% فقط من الحاجة الفعلية، حيث تحتاج المحافظة إلى ما يقارب ثلاثة صهاريج يومياً، إلا أن ما يصل فعلياً لا يتعدى الطلبية واحدة كل ثلاثة أيام، وهو ما لا يغطي إلا جزءاً ضئيلاً من متطلبات الأهالي.
إلى جانب ذلك، عبر أصحاب السيارات عن استيائهم من محدودية الكميات المخصصة لهم إذ لا يحصل كل سائق سوى على 10 ليترات من البنزين لكل سيارة، وهي كمية لا تكفي سوى لأيام قليلة في ظل الحاجة اليومية للتنقل. أما أصحاب الدراجات النارية فقد أكدوا أن الكمية الموزعة لهم لا تتجاوز ليترين فقط لكل دراجة، وهي بالكاد تكفي لبضعة أيام، الأمر الذي أجبر الكثير منهم على ترك دراجاتهم وسياراتهم مركونة والسير إلى أماكن المقصودة .
هذا النقص الحاد انعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين، إذ تعطلت المواصلات العامة بشكل شبه كامل، مما صعّب تنقل المواطنين والعمال، فيما ارتفعت أجور النقل الخاصة إلى مستويات غير مسبوقة. كما تعاني الأفران من نقص في مادة المازوت، الأمر الذي أدى إلى تراجع إنتاج الخبز وظهور طوابير طويلة أمام الأفران، في حين بات تشغيل المولدات الكهربائية أمراً شبه مستحيل.
ورغم محاولات الجهات المعنية لتأمين المحروقات عبر قنوات مختلفة، إلا أن الجهود لم تحقق حتى الآن أي نتائج ملموسة، ما جعل الأزمة تتفاقم يوماً بعد يوم، وسط مخاوف من انعكاسها على بقية القطاعات الخدمية والمعيشية.
ويخشى أهالي السويداء من استمرار هذه الأزمة في ظل غياب حلول واقعية حيث باتت المحروقات مطلباً أساسياً لا غنى عنه لاستمرار أبسط تفاصيل حياتهم اليومية.