“هاجر أبازيد.. ممرضة من درعا تعود إلى أحياء مدمرة لتواصل رسالتها الإنسانية”
هيومن فويس _ منصور الطرشان _ درعا
أكد أهالي درعا البلد لمراسل هيومن فويس أن مدينة درعا، ولا سيما أحياء درعا البلد، تعيش على وقع ذاكرة ثقيلة خلفتها الحرب منذ عام 2011، حيث لا تزال الأبنية المدمرة والشوارع المهجورة شاهداً على سنوات طويلة من القصف والاشتباكات. تلك الأحياء التي شكّلت في بدايات الثورة السورية رمزاً للصمود والاحتجاج، دفعت ثمناً باهظاً ما زال أهلها يعانون تبعاته حتى اليوم.
وسط هذا المشهد، تبرز قصة السيدة هاجر أبازيد، الممرضة التي ارتبط اسمها منذ اللحظة الأولى بالعمل الإنساني في خدمة المصابين. هاجر التحقت بصفوف الثورة منذ بداياتها، وكان همّها الأول إنقاذ الأرواح وتقديم العون للمصابين في نقاط الاشتباك التي لم تخلُ يوماً من الخطر. لم يكن انتقالها بين مواقع القصف بالأمر السهل، لكنها أصرت على أداء واجبها الإنساني، متحديةً ظروف الحرب القاسية.
إلى جانبها، كانت زميلتها سميرة أبازيد التي شاركتها في نقل الأدوية من مشفى درعا الوطني إلى الميدان لمساعدة الجرحى. إلا أن رحلتها توقفت حين وقعت في قبضة قوات النظام، ليتم إعدامها ميدانياً في واقعة تركت أثراً بالغاً في نفوس الأهالي وزملائها.
لم تكن هاجر بمنأى عن هذه المآسي؛ ففي عام 2014 أصيبت خلال غارة للطيران الحربي، ما تسبب بفقدانها جزءاً من بصرها. ورغم خطورة إصابتها، تابعت رحلة العلاج في مشافي الأردن، لتكمل فيما بعد طريقها نحو تركيا عام 2018 بحثاً عن أمان مفقود وفرصة لاستعادة جزء من حياتها. غير أن حبها لمسقط رأسها وارتباطها بمعاناة أهلها ظلّا حاضرين، لتقرر العودة مجدداً إلى درعا بعد سنوات من الغياب.
اليوم، تعود هاجر إلى أحياء درعا البلد، تلك الأحياء التي شهدت لحظات مؤلمة من تاريخها الشخصي والجماعي، لتواصل رسالتها الإنسانية من جديد. فهي تعمل على رعاية المصابين والجرحى الذين ما زالوا يتأثرون بتبعات الحرب المستمرة، محاولة أن تكون بصيص أمل وسط الدمار .