أزمة الكهرباء تدفع أهالي درعا للاعتماد على الطاقة الشمسية رغم تكلفتها الباهظة
درعا – هيومن فويس – يحيى الكناني
تعيش محافظة درعا منذ سنوات أزمة حادة في الكهرباء، حيث لا تتجاوز ساعات الوصل في القرى أربع إلى خمس ساعات يوميًا، وغالبًا بشكل متقطع لا يغطي احتياجات الأهالي، بينما ترتفع في مركز المدينة إلى نحو سبع ساعات فقط. ويزيد من معاناة السكان تكرار الأعطال في الشبكات والكابلات المتهالكة والمتضررة جراء الحرب.
هذا الواقع دفع الكثير من الأهالي إلى البحث عن بدائل، وكان الخيار الأكثر انتشارًا هو الطاقة الشمسية، رغم ارتفاع تكلفتها مقارنة بالقدرة المادية لغالبية السكان. إذ تتراوح تكلفة المنظومة المنزلية البسيطة بين 5 و8 ملايين ليرة سورية، بينما تصل تكلفة منظومات المحال التجارية إلى آلاف الدولارات، وقد تتجاوز 20 ألف دولار لأصحاب المطاعم والمقاهي.
يقول محمد السعد، صاحب محل ألبان وأجبان في درعا البلد، لـ”هيومن فويس”: “الكهرباء ما بتجي غير ساعات قليلة ومتقطعة، وما بقدر أترك البرادات من دون طاقة، وإلا بخسر رزقي. لذلك لجأت للطاقة الشمسية رغم كلفتها العالية، لأنها الخيار الوحيد المتاح.”
في المقابل، يرى أبو ماجد المصري، وهو خياط من أبناء المنطقة، أن اعتمادهم على الطاقة الشمسية يبقى محدودًا: “بالصيف منقدر نتدبر حالنا، بس بالشتوية الوضع صعب كتير، ما في شمس كافية تساعدنا بالشغل. لازم يلاقوا حل للكهرباء ويزيدوا ساعات الوصل بدرعا.”
وباتت ألواح الطاقة الشمسية مشهدًا مألوفًا فوق أسطح المنازل والمحال وحتى في الأرياف، غير أن فعاليتها تبقى مرتبطة بفصل الصيف، فضلًا عن صعوبة صيانتها وارتفاع تكلفتها، ما يجعلها بعيدة المنال عن معظم العائلات محدودة الدخل. ومع استمرار تردي الكهرباء، يبقى الأهالي أمام خيارين أحلاهما مرّ: تحمّل كلفة المنظومات الشمسية، أو مواجهة انعدام البدائل لاستمرار حياتهم اليومية.