معامل البلوك في إدلب.. نشاط عمراني وفرص عمل في مواجهة البطالة
هيومن فويس – آلاء إبراهيم – إدلب
تشهد محافظة إدلب في الآونة الأخيرة حركة عمرانية متسارعة بالتزامن مع عودة العديد من الأهالي إلى مدنهم وقراهم، ما انعكس بشكل مباشر على ازدياد نشاط قطاع البناء. هذا الواقع دفع مستثمرين وأصحاب مشاريع صغيرة إلى الدخول في صناعات مرتبطة بالمجال العمراني، وفي مقدمتها معامل إنتاج البلوك (الطوب الإسمنتي).
ساهم افتتاح هذه المعامل في تلبية الطلب المتزايد على مواد البناء، حيث يُعتبر البلوك المحلي خيارًا مفضّلًا لمتعهدين كثر، لكونه أقل تكلفة من المستورد وأكثر جودة وسهولة في الإنتاج. كما يتميز الطوب الإسمنتي بفعاليته في العزل الحراري والصوتي، ما جعله من المواد الأساسية في تشييد المنازل والمنشآت التجارية.
إلى جانب ذلك، كان لهذه المعامل دور بارز في توفير فرص عمل لعدد كبير من الشباب، في وقت تعاني فيه المنطقة من نسب مرتفعة من البطالة والفقر. وبحسب المعطيات الميدانية، فإن ازدياد عدد معامل البلوك يُعدّ مؤشرًا على انطلاق مرحلة جديدة من إعادة الإعمار، سواء عبر جهود فردية أو بدعم من منظمات محلية.
وفي حديث خاص لـ”هيومن فويس”، أوضح عبد الوهاب، وهو صاحب أحد معامل البلوك في ريف إدلب، أن معمله الذي افتتحه قبل شهرين فقط، وفّر أكثر من 30 فرصة عمل لأبناء المنطقة، رغم محدودية الإمكانات. وأضاف أن المعامل الأكبر تستوعب أعدادًا أكبر من العمال في مراحل الإنتاج والنقل والتوزيع.
لكن عبد الوهاب أشار في الوقت ذاته إلى استمرار مصاعب أساسية تواجه هذا القطاع، أبرزها ارتفاع أسعار المواد الأولية، وتقلبات سعر صرف الدولار، وضعف القدرة الشرائية لدى السكان العائدين من النزوح، الأمر الذي يدفع المنتجين أحيانًا للبيع بمرابح منخفضة للحفاظ على استمرارية الإنتاج.
وتبقى هذه المعامل، رغم التحديات، بارقة أمل لآلاف الشبان الباحثين عن عمل، وعنوانًا لنشاط عمراني يشي بمرحلة جديدة تعيد شيئًا من الحياة إلى إدلب ومحيطها.