المواسم الصيفية.. فرصة اقتصادية للمزارعين وعمّال المياومة في إدلب
هيومن فويس – آلاء إبراهيم – إدلب
ينطلق المزارعون في ريف إدلب مع بداية أيار من كل عام نحو الزراعات الصيفية التي تُعد متنفسًا اقتصاديًا مهمًا في ظل الخسائر المتكررة بالمحاصيل الشتوية والسنوية، والتي تراجعت إنتاجيتها بفعل شح الموارد المائية وقلة الهطولات المطرية. وتُعرف هذه الأراضي محليًا باسم “المِئتايات”، وهي الحقول المخصصة للمحاصيل الصيفية التي تحتاج إلى عناية يومية.
الري بالتنقيط يرفع الإنتاجية
اعتمد المزارعون في السابق على طرق الري التقليدية التي كانت تستهلك كميات كبيرة من المياه وتعرض المحاصيل للأمراض. لكن في السنوات الأخيرة لجأ كثيرون إلى شبكات الري بالتنقيط عبر الآبار الارتوازية، وهو ما ساهم في تقليل الهدر وزيادة الإنتاجية.
وفي حديث لـ”هيومن فويس”، يقول المزارع أبو صبحي من ريف إدلب الشمالي: “أعتمد على المحاصيل الموسمية في تأمين قوت أسرتي وبيع الفائض منها، كما أوفر عشرات فرص العمل بالمياومة لشبان القرية. الري بالتنقيط ساعدني على خفض استهلاك المياه إلى النصف، وجنبني أمراضًا نباتية كلفتني سابقًا الكثير من النفقات على المبيدات والأدوية الزراعية”، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار المواد الزراعية ما يزال يشكل عبئًا كبيرًا.
تنوع المحاصيل وتحديات السوق
تشمل الزراعات الصيفية في المنطقة أصنافًا متعددة مثل الكوسا، الخيار، القرع، الفليفلة والباذنجان. إلا أن المزارعين يواجهون تحديات صعبة، أبرزها ارتفاع أسعار السماد والبذور والمبيدات، إلى جانب تقلب أسعار المحاصيل في السوق، ما يجعل الأرباح غير مضمونة دائمًا.
ورغم هذه الصعوبات، تبقى الزراعة الصيفية مصدر رزق أساسيًا ومتنفسًا اقتصاديًا لآلاف العائلات في إدلب، من مزارعين وعمّال مياومة، بما يعزز صمود المجتمعات الريفية في مواجهة الظروف المعيشية القاسية.