تربية الدجاج في المنازل… غذاء آمن وحيلة ريفية لمواجهة الأزمات
درعا – هيومن فويس – منصور الطرشان
مع استمرار الأزمات المعيشية وارتفاع أسعار المواد الغذائية في درعا، وجدت العديد من الأسر الريفية في تربية الدجاج داخل المنازل وسيلة عملية لتأمين احتياجاتها اليومية من البيض واللحم، وسط انقطاع الإمدادات وغلاء الأسواق.
تروي أم وليد، وهي مربية دجاج من ريف درعا، قصتها لـ هيومن فويس: “مع اشتداد الحرب وغياب المواد الغذائية بعد 2011، اضطررنا للاعتماد على أنفسنا. جلبنا عدداً من الدجاجات وربّيناها في باحة المنزل، وأصبح البيض البلدي مصدر غذاء أساسي لنا ولأطفالنا.”
تجربة أم وليد لم تبقَ فردية، بل تحولت إلى ظاهرة واسعة في القرى، حيث اعتمدت عشرات العائلات على هذا الحل البسيط لتخفيف أعباء المعيشة، فتحولت باحات المنازل إلى ما يشبه مداجن صغيرة تؤمن البيض الطازج واللحم عند الحاجة، بكلفة أقل من أسعار السوق.
إلى جانب بعدها الاقتصادي، يشير الأهالي إلى فوائد صحية لتناول البيض البلدي، الغني بالبروتينات والفيتامينات، والضروري للأطفال وكبار السن.
ورغم استمرار صعوبات تأمين الأعلاف وارتفاع أسعارها، يرى المزارعون أن هذه التجربة أصبحت رمزًا للاعتماد على الذات ومرونة المجتمع الريفي في مواجهة الأزمات، وإحياءً لعادات قديمة مارسها الأجداد قبل انتشار المداجن التجارية.