بين الأنقاض والخيام.. مخيم أبناء الجولان في درعا خارج خارطة الإعما
درعا- هيومن فويس ـ يحيى الكناني
بالوقت الذي تشهد فيه مناطق واسعة من سوريا مشاريع إعادة إعمار بدعم محلي ودولي، ما يزال مخيم أبناء الجولان في درعا، المعروف شعبياً بـ”المخيم المنسي”، يرزح تحت وطأة الدمار والإهمال، في ظل غياب أي مبادرة لإعادة تأهيله أو تقديم الدعم لسكانه.
المخيم الذي تعرض لأضرار جسيمة خلال سنوات الحرب لم ينل حتى اللحظة نصيباً من عمليات الترميم أو مشاريع الخدمات الأساسية، مما دفع سكانه للعودة إلى بيوت مدمرة أو إقامة خيام فوق أنقاض منازلهم المهدّمة.
بحديث خاص لـهيومن فويس قال أبو محمد بلبوش ، أحد سكان القطاع الجنوبي من المخيم :رجعنا على بيوتنا بإيدنا… عم نشتغل ونشيل الردم لننصب خيمة ونقعد. ما أجت أي جهة تساعد أو تقدم دعم حتى نقدر نعمر”.
رغم عودة بعض العائلات إلى المخيم، فإنّ من استطاع ترميم منزله فعل ذلك بجهد شخصي، بينما بقيت معظم العائلات الأخرى تعيش في ظروف قاسية داخل خيام مؤقتة، وسط غياب شبه كامل لأدنى مقومات الحياة.
يشكو الأهالي من تردّي الواقع الخدمي، حيث لا مياه صالحة للشرب متوفرة، ولا كهرباء منتظمة ، ولا شبكات صرف صحي أو بنى تحتية يمكن الاعتماد عليها، في ظل تجاهل لمعاناتهم المستمرة.
مخيم أبناء الجولان في درعا، الذي كان يوماً ملاذاً للنازحين من الجولان المحتل، يعيش اليوم غربة من نوع آخر غربة الإهمال والنسيان.