إغلاق مستشفى الشحيل بدير الزور: كارثة إنسانية بسبب الفلتان الأمني
دير الزور: مروان الفراتي
أُجبر مستشفى الشحيل التخصصي في ريف دير الزور على الإغلاق بعد اقتحامه من قبل مجموعة مسلحة تستخدم نفوذها العشائري لفرض توظيف أقاربهم. هذا الحادث، الذي وقع تحت تهديد السلاح، أدى إلى إخلاء المستشفى بالكامل من كوادره ومرضاه، مما دفع المدير إلى إغلاقه نهائيًا. ويُعتبر هذا الإغلاق بمثابة ضربة قاصمة للرعاية الصحية في المنطقة التي تعاني أصلاً من نقص حاد في الخدمات الطبية.
تفاصيل الحادثة
وفقًا لمصادر محلية، قام مسلحون، أحدهم موظف سابق في المستشفى، باقتحام المبنى للمطالبة بتوظيف أقاربهم. وعندما قوبلوا بالرفض، قاموا بتهديد العاملين والمرضى وإجبارهم على الخروج. وقد أكد وضاح السلوم، وهو أحد المرضى الذين كانوا في المستشفى، أنه أُجبر على المغادرة أثناء وجوده في المختبر ولم يتمكن من إكمال تحاليله الطبية، مشيرًا إلى أن المسلحين هددوا بإغلاق المستشفى بالقوة إذا لم يتم تلبية مطالبهم.
تداعيات إنسانية خطيرة
يمثل إغلاق المستشفى كارثة إنسانية حقيقية، فهو يخدم نحو 250 ألف نسمة في ريف دير الزور ويضم أقسامًا حيوية مثل الإسعاف، والجراحة العامة، والنسائية والتوليد، بالإضافة إلى محطة خاصة بالأكسجين.
وقال مصدر،طبي فضل عدم الكشف عن اسمه لمخاوف امنية، إن إغلاق المستشفى يحرم مئات المرضى من العلاج الضروري، مما قد يؤدي إلى تدهور حالاتهم الصحية ووفيات يمكن تجنبها. وأوضح أن هذه الحوادث الأمنية المتكررة تدفع الكوادر الطبية إلى مغادرة المنطقة بحثًا عن الأمان، مما يزيد من النقص الحاد في الاختصاصات الطبية، مثل جراحة الأعصاب والقلب، والتي تعاني المنطقة من عدم توفرها أصلاً.
قطاع صحي متهالك
يُعاني القطاع الطبي في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” في دير الزور من تردٍ عام، حيث يواجه الأهالي قلة في الكوادر والمعدات، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف المعاينات والأدوية مقارنة بدخلهم. ويزداد الوضع سوءًا بسبب استمرار التهديدات التي يتعرض لها الأطباء، مما يدفعهم إلى الهجرة، وهو ما يهدد بانهيار كامل للمنظومة الصحية في المنطقة.