المرأة العاملة.. بين أعباء الواقع وتحديات المجتمع
هيومن فويس – آلاء إبراهيم
رغم اتساع مشاركة النساء في سوق العمل بمختلف المجالات، ما تزال المرأة العاملة تواجه جملة من التحديات، خصوصًا في المجتمعات التي تنظر بتحفّظ لدورها خارج المنزل. وتتفاقم هذه التحديات في بيئات العمل غير المستقرة، التي غالبًا ما تفتقر إلى أنظمة حماية ودعم واضحة.
وتبرز فجوة الأجور كأحد أبرز هذه التحديات، حيث تقضي النساء ساعات طويلة خارج المنزل مقابل أجرٍ لا يتناسب أحيانًا مع الجهد المبذول. كما تجد كثيرات أنفسهنّ أمام معادلة صعبة بين الالتزامات الأسرية ومتطلبات العمل، فضلًا عن النظرة النمطية التي تقلل من كفاءتهن أو تحصر تقييمهن بالمظهر والحالة الاجتماعية.
في شهادة خاصة لـ”هيومن فويس”، تروي فاتن، وهي أرملة وأم لخمسة أطفال، معاناتها: “أدير بقالية صغيرة افتتحتها بعد وفاة زوجي لإعالة أسرتي. ورغم جهدي، ما زلت أشعر بالخجل من نظرة المجتمع. أتكبّد مشقة كبيرة في شراء البضائع من المدينة بسبب صعوبات المواصلات، وأحيانًا أشعر أن العبء يفوق قدرتي”.
ولا يقتصر الأمر على الأعمال التجارية الصغيرة، بل يمتد إلى مجالات أكثر تعقيدًا مثل العمل الصحفي، حيث تواجه النساء تحديات مضاعفة، خاصة في البيئات المحافظة أو مناطق النزاع. فقد وثّقت “هيومن فويس” شهادات لعدد من الصحفيات اللواتي تعرّضن لمضايقات وإساءات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا بسبب مضمون ما يقدمنه، بل لمجرد ظهورهن بزيّ لا يوافق توقعات بعض المتابعين، وهو ما شكّل ذريعة للهجوم عليهن، رغم التزامهن بالمعايير المهنية.
وتسلط هذه الشهادات الضوء على واقع المرأة العاملة في سوريا ومناطق أخرى، حيث تظل المساواة في فرص العمل والاحترام المهني مطلبًا أساسيًا لضمان بيئة عمل عادلة، تعترف بقدرات النساء بعيدًا عن التمييز والوصم الاجتماعي.