بسطات المشروبات الباردة في إدلب.. بين حرارة الصيف وقسوة المعيشة
ساري عللو ( إدلب) – هيومن ڤويس
نتيجة ارتفاع درجات الحرارة في محافظة إدلب تحولت بسطات المشروبات الباردة المنتشرة على الأرصفة وفي التقاطعات الرئيسية إلى مشهد يومي مألوف يجمع بين حاجات الناس إلى التخفيف من وطأة الصيف القاسي ومساعي عائلات عديدة لتأمين قوت يومها في ظل ظروف اقتصادية خانقة.
على جانب أحد الشوارع الرئيسية يقف أبو ياسر خلف بسطة صغيرة يرش الماء حولها لتبريد الاجواء محاولاً جذب المارة والسائقين المتعجلين وفي حديث “لهيومن ڤويس” يقول : هذه البسطة أصبحت مصدر رزقي الوحيد لا أملك عملاً ثابتاً وكل ما أجنيه هنا بالكاد يغطي احتياجات أسرتي من الطعام والدواء الربح ليس كبيراً لكنه أفضل من الجلوس بلا عمل.
ومن جهته يجد السائقون في هذه البسطات متنفساً سريعاً خلال رحلاتهم اليومية حيث يقول أبو محمد أحد سائقي السيارات العمومية : في ظل الحر الشديد وزحمة الطرق لا أملك رفاهية التوقف في مطعم أو مقهى
البسطة هنا على الطريق تسهل عليَّ الأمر أشتري قارورة ماء بارد وأكمل مشواري وجودها مهم جداً خاصة للسائقين مثلنا.
ورغم أن بعض المحلات المجاورة قد تتأثر بازدحام المارة أمام هذه البسطات إلا أن هناك من ينظر إليها بإيجابية يوضح أبو خالد صاحب محل للمواد الغذائية بالقرب من إحدى البسطات: صحيح أن المكان يزدحم أحياناً لكننا نعتبرها جزءاً من الحركة التجارية. كثير من الزبائن الذين يقفون عند البسطة يدخلون أيضاً لشراء حاجيات أخرى من المحلات القريبة وهذا يعوض أي إزعاج قد يحصل.
وبينما تتواصل موجات الحر، تتداخل في هذه المشاهد اليومية حاجات متباينة عطش عابر ورب أسرة يسعى لتأمين لقمة العيش وفي الحالتين تبقى بسطات المشروبات الباردة في إدلب رمزاً بسيطاً لصمود الناس أمام قسوة المناخ وضيق الحال الاقتصادي.