نقص مياه الآبار الجوفية في دريكيش يهدد الزراعة والحياة اليومية للسكان
أحمد الحسيني ـ هيومن فويس ـ طرطوس
تشهد منطقة دريكيش في ريف محافظة طرطوس أزمة متفاقمة في توفر مياه الآبار الجوفية، الأمر الذي انعكس سلباً على الحياة اليومية للأهالي وعلى القطاع الزراعي الذي يعد العمود الفقري لمصدر رزقهم.
خلال السنوات الأخيرة، انخفض منسوب المياه في عدد كبير من الآبار نتيجة تراجع كميات الأمطار، وزيادة الاستهلاك الجوفي، إضافةً إلى حفر آبار عشوائية دون تراخيص أو دراسة علمية، ما أدى إلى استنزاف المخزون المائي بشكل غير مسبوق.
يقول أبو حسام، وهو مزارع من ريف دريكيش، إنه اضطر إلى تقليص مساحة الأراضي المزروعة بالنباتات العطرية والخضروات بسبب عدم قدرته على ريها بشكل كافٍ. ويضيف: “الماء شريان الحياة، وإذا انقطع فلا زراعة ولا محصول. في الماضي كانت البئر تكفينا طوال الموسم، أما اليوم فهي بالكاد تفي بري ربع الأرض.”
الأزمة لم تقتصر على الزراعة، بل طالت الاستخدامات المنزلية أيضاً، حيث يضطر الكثير من السكان إلى شراء مياه الصهاريج بأسعار مرتفعة، في ظل محدودية الدخل.
من جهته، أشار المهندس فراس أحمد، أحد العاملين في قطاع المياه، إلى أن الحلول تتطلب “إدارة رشيدة لمصادر المياه، وتشديد الرقابة على حفر الآبار، واعتماد أنظمة ري حديثة تقلل الفاقد المائي”، مؤكداً أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى تدهور أكبر في الموارد المائية مستقبلاً.
ويأمل الأهالي أن تبادر الجهات المعنية لوضع خطة عاجلة لمعالجة المشكلة، بما يضمن استدامة المياه للأجيال القادمة، وحماية النشاط الزراعي الذي يميز دريكيش منذ عقود.