الحنّة… من طقس فرعوني للحماية إلى ليلة فرح ترافق العرسان في بداياتهم
هيومن فويس – سوزانا أحمد
تُعرف الحنّة منذ أكثر من خمسة آلاف عام، حيث ظهرت أول مرة في مصر القديمة، ولم تكن مجرد وسيلة للزينة، بل ارتبطت عند الفراعنة بالحماية من الأرواح الشريرة ومنح البركة في الحياة الأخرى. ومع مرور الزمن، خرجت الحنّة من إطارها المقدّس لتصبح جزءًا من طقوس الأفراح والاحتفالات في حضارات عديدة.
استخدمها الفراعنة في التحنيط وتزيين الشعر والأظافر والأيدي، ثم تحولت إلى رمز للأنوثة والجمال، وانتقلت عبر طرق التجارة القديمة إلى فارس والهند والمغرب، وصولًا إلى منطقتنا، لتصبح رفيقة الأعراس والاحتفالات الشعبية.
أما عند الكُرد، فقد اكتسبت الحنّة طابعًا خاصًا عبر ليلة مميزة للعروسين، تتجاوز حدود التزيين لتصبح طقسًا اجتماعيًا وعاطفيًا. ففي أجواء من الغناء والرقص والبهجة، يجتمع الأهل والأصدقاء، وتُحاط المناسبة بلمسات تراثية من أزياء وأغنيات وأدوات قديمة. وترتدي العروس زيًّا كرديًا تقليديًا باللون الأحمر، فيما يظهر العريس باللباس الشعبي، ويُشترط أن يضع الحنّة للعروسين شابان مرتبطان أو مخطوبان تفاؤلًا بالبركة والسعادة.
يقول أحد العرسان لـ”هيومن فويس”: “ليلة الحنّة بالنسبة إلنا مو مجرد حفلة، هي عادة تراثية بنحب نحييها، وهي كمان وداع لبيت الطفولة وبداية جديدة. الأجمل إن الأهل والأصحاب يشاركونا هالفرحة.”
ورغم اختلاف تفاصيل الطقوس من منطقة إلى أخرى، يبقى جوهر الحنّة واحدًا: استعادة للماضي، ورمزًا للفرح، وجسرًا بين الوداع والبدايات الجديدة.
السؤال يبقى: هل ما زلتم تتمسكون بطقوس ليلة الحنّة في أعراسكم، أم ترونها عادة تراثية قد لا تستمر طويلًا؟