عودة موسم المقدوس في القنيطرة.. نكهة تراثية تحافظ على حضورها في البيوت
القنيطرة – هيومن فويس – سلام هاروني
عاد موسم تحضير “المقدوس” ليملأ البيوت في محافظة القنيطرة، حيث يشكل هذا الموروث الغذائي واحداً من أبرز طقوس المؤونة التي تحرص العائلات على إعدادها كل عام.
تشهد المحافظة إقبالاً ملحوظاً على شراء الباذنجان والفليفلة الحمراء والثوم والجوز، وهي المكونات الأساسية لتحضير الأكلة التراثية التي ترافق الأسر السورية على موائدها طوال فصل الشتاء. ويؤكد الباعة أن إنتاج القنيطرة من الباذنجان هذا العام جاء بجودة عالية وحجم مناسب، ما ساهم في وفرة المادة وانخفاض سعرها نسبياً مقارنة بالعام الماضي.
بحديث خاص لـهيومن فويس تقول أم مالك من خان ارنبة
“المقدوس بالنسبة إلنا مش بس مؤونة.. هو عادة ما بنتركها مهما كانت الظروف. يمكن التكاليف زادت وصار تحضيره أصعب، بس شعورنا وقت نجتمع ونساعد بعض بيخلي التعب يهون. هاد الطقس بيجمع العيلة وبيعطي للبيت ريحة ودفا ما بينتسى.”
أما أم معاذ، فتؤكد أن تحضير المقدوس بالنسبة لها يشكل رابطاً بين الأجيال:
“أنا تعلمت سر المقدوس من أمي، واليوم بناتي عم يتعلموه مني. يمكن الأسعار بتضغط علينا وخصوصي الجوز غالي كتير، بس ما بنقبل نستغني عنه، لأنه رمز من رموز شتانا وذاكرة بتضل محفورة ببالنا.”
يعتبر موسم المقدوس بأنه “موسم اجتماعي” بامتياز، إذ تتحول أيام التحضير إلى ورشة عمل منزلية يشارك فيها أفراد العائلة والجيران، في أجواء يملؤها التعاون والفرح.
يذكر أن ارتباط القنيطرة بزراعة الباذنجان والفليفلة البلدية أعطى للمقدوس المحلي نكهة مميزة جعلته مطلوباً حتى خارج المحافظة، مشيرين إلى أن هذه الزراعة تعد مصدر رزق مهماً لعدد كبير من المزارعين.