قطع الأشجار يحول ضفاف بحيرة ميدانكي في عفرين إلى أرض جرداء
عفرين – سوزانا أحمد – هيومن فويس
شهدت ضفاف بحيرة ميدانكي في مدينة عفرين خلال السنوات الأخيرة تراجعاً كبيراً في الغطاء الشجري، بعد أن كانت المنطقة معروفة بطبيعتها الخضراء وأشجارها الكثيفة، مما جعلها وجهة مفضلة للاستجمام وراحة الزوار. لكن الاحتطاب الجائر والعشوائي ونقص الرقابة حول المنطقة جعل منها اليوم أرضاً جرداء، ما أثار قلق السكان المحليين من ضياع هذا المعلم الطبيعي والسياحي المهم.
قبل عدة سنوات، كانت الأشجار المعمرة تحيط بالبحيرة، وتشكل حزاماً أخضر يحافظ على المشهد الطبيعي، وكانت البلديات تمنع قطع الأشجار وتفرض غرامات على المخالفين. أما اليوم، فقد تقلصت المساحات الخضراء بشكل كبير، وأصبحت بعض المناطق مكشوفة مع بروز جذوع الأشجار المقطوعة، ما ساهم في ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الغبار، وضعف جمال المنطقة.
وأرجع الأهالي أسباب تراجع الغطاء النباتي إلى الاحتطاب والقطع التجاري غير القانوني، وضعف الرقابة، والحرائق الموسمية الناتجة عن الإهمال.
وقال أحد سكان قرية ميدانكي، أبو محمد، لهيومن فويس: “زمان كنا نأتي للبحيرة ونجلس تحت الأشجار، وكانت أجمل الأوقات، أما اليوم فالمكان كله تراب مكشوف ولا ظل ولا شجرة. نحن لا نعارض حياة الناس، لكن نحتاج لتنظيم وحماية، ونتمنى أن تعود الروح للمنطقة.”
ويؤكد الخبراء أن قطع الأشجار تسبب تعرية التربة وتراجع السياحة المحلية وفقدان التنوع الحيوي، مقترحين حلولاً سريعة مثل إيقاف القطع تماماً، وإعادة تشجير المنطقة بأشجار مقاومة للجفاف، وإنشاء فرق مراقبة محلية لكل قرية.
وقال المهندس الزراعي خليل حسين: “استعادة الغطاء العشبي ممكنة خلال 1 إلى 3 سنوات إذا توفرت الحماية، أما الأشجار الكبيرة فتحتاج 7 إلى 15 سنة لتعود وتوفر الظل، وأكثر من 20 سنة لاستعادة المشهد الطبيعي القديم، شرط الالتزام بالخطط ومنع القطع الجائر.”
بحيرة ميدانكي كانت ولا تزال رمزاً طبيعياً وسياحياً للأهالي، لكن استمرار التدهور الحالي يهدد بفقدان هذا الإرث البيئي، مما يجعل حماية المنطقة مسؤولية مشتركة بين الأهالي والسلطات والمنظمات، وإلا فإن الأجيال القادمة ستعرف ميدانكي فقط من الصور القديمة.
هل ستتكاتف الجهود لإنقاذ ما تبقى من جمالها الطبيعي قبل فوات الأوان؟