جسور دير الزور.. شريان الحياة المقطوع وأولوية عاجلة لإعادة الإعمار
دير الزور – مروان الفراتي
تواجه محافظة دير الزور أزمة إنسانية واقتصادية حادة نتيجة الدمار الهائل الذي أصاب بنيتها التحتية خلال سنوات الصراع، في مقدمتها الجسور الرئيسية التي كانت تربط ضفتي نهر الفرات. هذه الجسور تحولت اليوم إلى ركام، ما أدى إلى عزل المدينة عن ريفها وقطع شرايين الحياة بين سكانها.
الدمار الذي غيّر وجه المدينة
خلال العمليات العسكرية، تعرضت الجسور الحيوية للقصف والتدمير الممنهج، ما شل حركة النقل وعزل مناطق واسعة عن بعضها البعض. هذا الواقع لم يؤثر فقط على الاقتصاد والتجارة، بل أضعف الروابط الاجتماعية وأعاق عودة آلاف النازحين الذين ينتظرون فرصة العودة إلى حياتهم الطبيعية.
مطالب الأهالي: إعادة الإعمار أولوية قصوى
يؤكد الأهالي أن إعادة بناء الجسور المدمرة ضرورة عاجلة. وتشمل المطالب جسورًا رئيسية مثل:
-
جسر السياسية: يربط المدينة القديمة بأحيائها الجديدة، وإعادة بنائه ستقلل الازدحام المروري وتسهل حركة الأفراد والمركبات.
-
جسر المريعية: يربط الريف بالمدينة، وهو ضروري لنقل المحاصيل الزراعية ودعم الأمن الغذائي والاقتصاد المحلي.
-
جسر العشارة: يربط بلدة درنج بالعشارة، ويعد من أهم الجسور في المنطقة بسبب بعدها عن أقرب جسور العبور الأخرى.
-
جسر الميادين والجسر الباغوز: يربط المناطق الشرقية ويعد أساسيًا لعودة الحياة الطبيعية وربط السكان بالخدمات.
الجسور أكثر من مجرد بنية تحتية
المهندس بركات العلي يشير إلى أن إعادة بناء الجسور ليست مجرد مشروع هندسي، بل هي مفتاح عودة الحياة للمحافظة:
“إعادة إعمار الجسور تسهل عودة النازحين وتمنحهم الأمل، كما تتيح الوصول إلى المدارس والمستشفيات، وتشجع على الاستقرار، وتعيد الحركة التجارية لتنعش الاقتصاد المحلي.”
إعادة بناء جسور دير الزور مسألة مصيرية لمستقبل المحافظة وأهلها. إنها دعوة عاجلة للجهات المعنية لإعطاء الأولوية لهذه المشاريع الحيوية، فإهمالها سيعيق أي جهود للتعافي والاستقرار. الجسور هي البداية، ونقطة الانطلاق نحو إعادة الحياة إلى دير الزور.