تأخير وتقسيط الرواتب يرهق موظفي القنيطرة: رواتب تتبخر قبل أن تصل
القنيطرة – هيومن فويس- سلام هاروني
تتواصل معاناة الموظفين في محافظة القنيطرة مع تأخر صرف الرواتب الشهرية، في وقت بات فيه استلام الراتب عملية شاقة لا تقل صعوبة عن تدبير المعيشة نفسها. ويعاني العاملون في القطاعين العام والخاص، إضافة إلى المتقاعدين، من القيود المفروضة على سقف السحب اليومي الذي لا يتجاوز 500 ألف ليرة سورية، ما يضطر الموظف إلى زيارة المصارف لأكثر من يوم متتالٍ من أجل الحصول على كامل راتبه، خاصة إذا تجاوز المليون ليرة.
هذا الإجراء لا يستهلك فقط وقت الموظفين، بل يرهقهم بتكاليف إضافية، إذ يُجبر كثيرون على دفع أجور مواصلات تعادل نصف رواتبهم تقريباً حتى يتمكّنوا من استلام مستحقاتهم. هذه السياسات تحوّل الرواتب إلى عبء إضافي بدلاً من أن تكون دعماً للأسر في ظل الظروف الاقتصادية المتدهورة.
بحديث خاص لـهيومن فويسيصف أبو إبراهيم وهو موظف متقاعد معاناته قائلاً:
“تأخر الراتب صار عادة، لكن الطامة الكبرى أننا نستلمه مجزّأً وعلى دفعات، بحيث لا نشعر بوجوده أساساً. ما نحصل عليه يذهب مباشرة للمواصلات والفواتير، وكأننا نعمل من أجل الحصول على فتات لا يكفي لسد أبسط الحاجات.”
الأزمة لا تقتصر على تأخر الرواتب وتقسيطها، بل تمتد لتؤثر على الدورة الاقتصادية المحلية، إذ يشكو تجار وأصحاب محال من تراجع القدرة الشرائية للموظفين الذين يصلون إلى نهاية الشهر مثقلين بالديون. وغياب الحلول الحكومية الجذرية يزيد من عمق الأزمة، ويدفع بالمواطنين إلى البحث عن بدائل معيشية مرهقة مثل الديون أو المساعدات.