جريمة “باسم الشرف”.. فتاة تُقتل ظلمًا بسبب تشخيص طبي خاطئ في ريف عفرين
هيومن فويس – سوزانا أحمد
شهدت إحدى قرى ريف عفرين شمال حلب جريمة مأساوية راحت ضحيتها فتاة عشرينية على يد شقيقها، في ما عُرف بجريمة “غسل العار”، لتُكتشف لاحقًا أنها قتلت ظلمًا بسبب تشخيص طبي خاطئ.
وبحسب مصادر محلية، تعود القصة إلى عائلة نازحة من بلدة كنصفرة بريف إدلب الجنوبي، حيث لاحظت الأم وجود انتفاخ في بطن ابنتها، فعرضتها على قابلة محلية. وبشكل متسرع، أخبرت القابلة الوالدة أن الفتاة “حامل”. وفي المساء، نقلت الأم كلام القابلة لزوجها وابنها، ليبادر الأخير بحمل السلاح وإطلاق النار على شقيقته مباشرة، لتسقط قتيلة قبل أن يلوذ بالفرار.
لكن تقرير الطبابة الشرعية كشف الحقيقة الصادمة: الانتفاخ لم يكن حملًا، بل مجرد أكياس مائية في البطن، أي أن التشخيص كان خاطئًا، وأن الفتاة قُتلت دون ذنب.
أثارت الحادثة غضبًا واسعًا في المنطقة، حيث اعتبر ناشطون أن المأساة تجسد خطورة سوء الظن وغياب الوعي، مطالبين بمحاسبة القابلة التي كانت السبب المباشر في إشعال المأساة، إضافة إلى ملاحقة القاتل الهارب من وجه العدالة.
وفي تعليق قانوني خاص لـ”هيومن فويس”، أوضح القاضي أ. الحسين أن القانون السوري ما يزال يمنح عذرًا مخففًا لما يسمى “جرائم الشرف”، حيث تُصنف كجرائم “بدافع شريف”، ما يؤدي إلى تخفيض العقوبة من الإعدام إلى السجن المؤبد، أو من المؤبد إلى 15 عامًا، استنادًا إلى المادة 193 من قانون العقوبات السوري. وأشار إلى أن التعديل الصادر بالقانون رقم 15 لعام 2022 حدّ من إمكانية تخفيف العقوبات إلى سنة أو سنتين فقط، لكنه أبقى على وجود العذر المخفف.
وأضاف الحسين أن الحل لا يكمن فقط في العقوبات القانونية، بل أيضًا في رفع مستوى الوعي المجتمعي عبر منظمات المجتمع المدني والجهات الحكومية والإعلام، للحد من استمرار هذه الجرائم التي تسلب أرواح الأبرياء تحت ذريعة “الشرف”.
وتعيد هذه الحادثة المأساوية تسليط الضوء على خطورة جرائم الشرف في سوريا، وعلى الحاجة الملحّة إلى قوانين رادعة أكثر صرامة، إلى جانب حملات توعية تحمي النساء والفتيات من الوقوع ضحايا لأحكام متسرعة وجهل قاتل.