النجاح تحت الضغط… كيف يواجه طلاب الشهادات توقعات الأهل والأقارب؟
إدلب – هيومن فويس – نور بري
تزامنا مع انتهاء الامتحانات يعيش طلاب الشهادات في سوريا ضغوطا متزايدة من الأسرة والأقارب الذين يعلقون آمالا كبيرة على نتائجهم معتبرين أن التفوق الدراسي هو المعيار الأهم لقياس النجاح. هذه التوقعات التي قد تبدو في ظاهرها دافعا تتحول في كثير من الأحيان إلى عبء نفسي يثقل كاهل الطلبة ويؤثر على تركيزهم.
وفي تصريح خاص ل هيومن ڤويس تقول خديجة طالبة في الصف التاسع : قبل صدور نتيجتي أنهكني أقاربي وجيراني بكثرة التعليقات والتساؤلات اليومية: هل سأنجح بمعدل عال؟ وماذا سأفعل إن لم أحصل على علامة جيدة؟ هذه الضغوط جعلتني أعيش حالة من الخوف حتى بعد انتهاء الامتحانات.
من جانبهم يرى بعض الأهالي أن حرصهم يأتي بدافع تأمين مستقبل أفضل لأبنائهم يقول أبو أحمد والد أحد طلاب البكالوريا: أتمنى أن ينجح ابني ويحقق معدلا مرتفعا يؤهله لدخول كلية الطب فهذا الحلم الذي أسعى إليه منذ سنوات.
أما عصام وهو طالب في الصف الثالث الثانوي فيصف تجربته قائلاً: كرهت هذه السنة بسبب كثرة الحديث عن عدد العلامات التي سأجمعها وما إذا كنت سأصبح الأول لأدخل كلية الطب بينما كل ما أتمناه هو أن أحقق طموحي الشخصي وأدرس الهندسة المدنية.
فيما يؤكد عدد من العاملين في مجال الصحة النفسية والدعم النفسي أن الدعم النفسي والتشجيع الواقعي أهم بكثير من التذكير المستمر بضرورة التفوق إذ يحتاج الطالب إلى بيئة آمنة تتيح له التركيز على دراسته بعيدا عن المقارنات والانتقادات التي قد تترك أثرا سلبيا طويل الأمد.
و في ظل هذه التحديات تبقى معادلة النجاح الحقيقية قائمة على التوازن بين الطموح والراحة النفسية وعلى إدراك الأهل أن دورهم الأساسي هو توفير الدعم لا زيادة الضغط والتوتر