مع اقتراب العام الدراسي الجديد في القنيطرة… الأهالي يواجهون الغلاء
القنيطرة-هيومن فويس – سلام هاروني
مع بدء التحضيرات لانطلاق العام الدراسي الجديد في محافظة القنيطرة، تتزايد معاناة الكثير من الأسر، لا سيما النساء المعيلات لأطفالهن، في ظل ارتفاع كبير بأسعار المستلزمات المدرسية، وضعف القدرة الشرائية، وغياب الدعم الحكومي الكافي.
رغم إعلان مديريات التربية عن جهوزية المدارس وتوزيع الكوادر التعليمية، فإن مشهد الاستعداد لا يبدو مكتملاً في الشارع، حيث تكافح الأسر لتأمين الحد الأدنى من احتياجات أبنائها، في وقت تحولت فيه القرطاسية واللباس المدرسي إلى عبء ثقيل يعجز الكثيرون عن تحمّله.
بحديث خاص لهيومن فويس، تحدثت أم أيهم، وهي أم معيلة لثلاثة أطفال، عن الصعوبات الكبيرة التي تواجهها مع اقتراب العام الدراسي، قائلة:
“أنا لوحدي عم ربي أولادي بعد وفاة والدهم، وكل سنة دراسية عم تكون أصعب من يلي قبلها. الأسعار نار، الشنطة لحالها حقها صار فوق طاقتي، ولسّا في دفاتر ولباس وأحذية. ما قدرت أشتري إلا جزء بسيط، وبصراحة، ما بعرف كيف بدي كمّل.”
وأضافت:
“ما في أي جهة عم تدعمنا، وكل الأمور علينا. نحنا كأرامل ومعيلات منسيين ما حدا بيحس فينا.
تشير تقارير محلية إلى أن أكثر من 60% من الأسر في محافظة القنيطرة تعاني من الفقر أو انعدام الدخل الثابت، فيما تعتمد العديد من النساء على المساعدات الموسمية التي لم تعد كافية أمام الارتفاع المستمر في تكاليف المعيشة. كما أن بعض المدارس تعاني من نقص في البنية التحتية والوسائل التعليمية، ما يزيد العبء على الطلاب وذويهم.
يطالب الأهالي وخصوصاً النساء المعيلات، الحكومة الجديدة والمنظمات المعنية بالتحرك العاجل لتأمين مساعدات مالية أو عينية لتغطية المستلزمات المدرسية دعم خاص لأبناء الشهداء والمعتقلين والفئات الأشد ضعفاً وتخفيض أسعار المستلزمات عبر التنسيق مع التجار أو توفيرها عبر المدارس ،مع إطلاق حملات تطوعية لتوزيع الحقائب والقرطاسية على الأطفال المحتاجين.
رغم التحديات، يؤكد الأهالي أنهم ماضون في سبيل تعليم أبنائهم، باعتباره الأمل الوحيد المتبقي لبناء مستقبل أفضل، لكنهم بحاجة إلى دعم حقيقي يعيد لهم بعضاً من القدرة على الاستمرار.