التوسع العمراني في شمال إدلب يلتهم الأراضي الزراعية وسط غياب التخطيط العمراني
ساري عللو ( إدلب ) – هيومن ڤويس
يشهد ريف إدلب الشمالي في السنوات الأخيرة موجة متسارعة من التوسع العمراني حيث تحولت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الخصبة إلى أبنية سكنية ومشاريع تجارية في ظل ضغط سكاني متزايد نتيجة النزوح الداخلي واستمرار الأزمة.
هذا التوسع، أثار جدلاً واسعاً بين الأهالي والمهتمين بالشأن الزراعي حول انعكاساته على مستقبل المنطقة الزراعي والغذائي.
يؤكد العديد من السكان أن البناء على الأراضي الزراعية أصبح مشهداً يومياً وأن المساحات الخضراء تتقلص بشكل مقلق.
ففي حديث “لهيومن ڤويس” يقول عبدالناصر أبو خالد: كل يوم نفقد قطعة جديدة من أرضنا لصالح البناء نحن نفهم أن هناك حاجة ملحة للمساكن بسبب الاكتظاظ السكاني لكن إذا ضاعت الأرض الزراعية فلن يبقى لنا ما نعيش منه الزراعة ليست مجرد مهنة هي مصدر حياتنا وأماننا الغذائي.
من جهة أخرى يرى بعض أصحاب العمارات أن التوسع العمراني بات أمراً لا مفر منه فيقول نادر أبو أحمد وهو صاحب عدة أبنية سكنية:الطلب على المنازل لا يتوقف والناس بحاجة لمساكن مريحة وآمنة نحن نلبي حاجة المجتمع لكن نتفق أيضاً أنه يجب أن تكون هناك خطة مدروسة توازن بين السكن والزراعة حتى لا نخسر أراضينا بالكامل.
فإن غياب السياسات الواضحة على عمليات البناء يسهم في تفاقم المشكلة إذ يتمدد العمران على حساب الأراضي الزراعية منها ما يكون بشكل عشوائي من دون وجود بدائل أو حلول عملية مثل التوسع العمودي أو إنشاء مخططات إسكانية خاصة بعيداً عن الأراضي الخصبة.
تعالت الأصوات محذرة من أن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى فقدان مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية خلال سنوات قليلة ما ينعكس سلباً على الأمن الغذائي المحلي