معاناة المهجرين في قرية برقا بريف درعا الغربي
هيومن فويس _ منصور الطرشان _ درعا
تعيش قرية برقا في ريف درعا الغربي أوضاعاً إنسانية مأساوية مع تزايد أعداد المهجرين الوافدين إليها خلال الأسابيع الأخيرة، دون أن تحظى بأي دعم رسمي أو مراكز إيواء قادرة على استيعابهم.
فقد استقبلت القرية عشرة عائلات مهجرة من ريف السويداء نتيجة المعارك الدائرة هناك، ويبلغ عدد أفرادها 63 شخصاً، بينهم أطفال ونساء وكبار سن، يعيشون ظروفاً بالغة الصعوبة في ظل غياب أبسط مقومات الحياة.
تقع برقا، التي يحدها من الجنوب قرية الدلي ومن الغرب مدينة نوى ومن الشرق قرية الفقيع ومن الشمال مدينة إنخل، في موقع يتيح لها استقبال الوافدين، إلا أن محدودية إمكاناتها جعلتها عاجزة عن توفير ما يلزم لهؤلاء المهجرين.
بحسب ما أكد خالد الجباوي، عضو الجمعية الخيرية في القرية والمفوض من قبل المختار نبيل الجباوي لمراسل هيومن فويس، فإن الهلال الأحمر السوري وزّع مرة واحدة فقط 11 سلة غذائية بتاريخ العاشر من الشهر الجاري، في حين لا تزال الاحتياجات الأساسية من طعام ودواء ولباس وأغطية وفراش غير مؤمنة.
أضاف الجباوي أن أوضاع بعض العائلات وصلت إلى حد السكن في أماكن غير صالحة للعيش؛ إذ تقيم خمس عائلات في إسطبل للماشية، قسم منه كان مليئاً بالتبن، فيما وُضعت إحدى العائلات في خيمة رغم أن الزوج والزوجة مصابان، بينما تعيش عائلة أخرى في غرفة حارس أحد الآبار. أما الفراش والأغطية فتم جمعها بشكل فردي من أهالي القرية، كما قام أحد أصحاب الصهاريج بتأمين مياه الشرب على نفقته الخاصة، فيما تقتصر باقي المساعدات على جهود الأهالي.
تتفاقم المعاناة بسبب الحالات الصحية الطارئة بين المهجرين، إذ يوجد شاب يعاني من مرض كلوي ويعيش بكلية واحدة، فيما فقدت إحدى العائلات ابنتها أثناء محاولتها الهرب من هجوم المجموعات المسلحة، بينما أصيب الوالد والوالدة بجروح متفاوتة، إحداها في الوجه.
يشير الجباوي إلى أن بعض العائلات اضطرت لمغادرة القرية باتجاه بلدات أخرى مثل غباغب، بعد عجز الأهالي عن توفير أماكن بديلة لإيوائهم، في ظل غياب كامل للدعم المؤسساتي .