غياب المبادرات الأهلية في القنيطرة… تساؤلات ودعوة للتحرك الشعبي
القنيطرة ـ هيومن فويس- سلام هاروني
بينما نشهد في مختلف المحافظات السورية انطلاقة عدد كبير من المبادرات الأهلية لإعادة الإعمار وترميم الحياة في المناطق المتضررة، تغيب مثل هذه المبادرات بشكلٍ ملحوظ عن محافظة القنيطرة، ما يفتح الباب لتساؤلات مشروعة من أبناء المنطقة: لماذا لا نرى حراكًا شعبيًا مشابهًا في محافظتنا؟
في دمشق وحلب وريف حمص ودرعا، بادر الأهالي بأنفسهم لتنظيف الشوارع وزراعة الحدائق وحتى ترميم بعض المنازل والمرافق العامة، في مشهد يعكس انتماءً عميقًا وروحًا جماعية لا تنتظر الدعم الرسمي، بل تبدأ من الناس ولأجلهم.
في المقابل، تفتقر محافظة القنيطرة حتى اليوم إلى مبادرات أهلية منظمة أو تطوعية واسعة النطاق، رغم أن الحاجة لإعادة الإعمار والاهتمام بالخدمات لا تقلّ عن باقي المحافظات.
بحديث خاص لهيومن فويس قال الناشط الميداني أبو الحسن أحد أبناء القنيطرة:
“منتابع بمحبة وفخر كيف الناس عم تشتغل بمحافظاتها، كيف الشوارع عم تتنظف والمدارس عم ترجع تشتغل بإيدين أهلها… بس للأسف، بالقنيطرة لهلأ ما شفنا مبادرة بالحجم المطلوب. شبابنا عندن طاقات، وعندن غيره، بس بدنا حدا يبلّش، يحرّك الناس، وينظم الجهود. لازم نرجع نآمن بقدرتنا نغير.”
يأمل كثيرون من أبناء القنيطرة أن يتحول هذا الغياب إلى دافع، وأن يُطلق صوت المبادرة من قلب المجتمع المحلي، ليكون للقنيطرة دورها الطبيعي في مشهد إعادة الإعمار، بما يليق بتاريخها وناسها.