نزوح 48 عائلة من السويداء إلى درعا وسط معاناة إنسانية قاسية _ مركز إيواء جباب
هيومن فويس – منصور الطرشان – درعا
أكد الناشط الحقوقي علي اللباد لمراسل هيومن فويس أن الأوضاع الأمنية المتدهورة في محافظة السويداء وما رافقها من تزايد نشاط الجماعات الخارجة عن القانون، دفعت 48 عائلة تضم 184 فردًا من عشائر البدو إلى النزوح نحو محافظة درعا، حيث لجؤوا إلى مركز إيواء جباب بعد تهديدات مباشرة طالت مناطقهم، خصوصاً مدينة شهبا.
يضم المركز حالياً 42 رجلاً، و55 امرأة، و32 طفلاً، بينهم ستة أطفال لا يتجاوز عمرهم سنتين، وستة آخرون في عامهم الأول. وتعيش هذه العائلات في ظروف إنسانية صعبة تتسم بانعدام الاستقرار وغياب الموارد الأساسية، الأمر الذي يزيد من حجم معاناتهم اليومية.
رغم توفير بعض الأدوية بشكل إسعافي، إلا أن النقص في المواد الضرورية كالخبز والغاز المنزلي يثقل حياة القاطنين في المركز. وأوضح اللباد أن بعض العائلات تضطر للانتظار ساعات طويلة للحصول على قنينة غاز، حيث يتم استخدام ما يتوافر لإعداد وجبات بسيطة مثل البيض والمرتديلا، في ظل انعدام البدائل الغذائية.
مع اقتراب العام الدراسي الجديد، يزداد القلق بشأن مصير الأطفال التعليمي، خاصة أن مركز الإيواء هو بالأساس مدرسة ثانوية، ولا توجد حتى الآن خطة واضحة لإيجاد حل يضمن متابعة تعليمهم. بعض الأسر بدأت بالفعل بمحاولات فردية لاستئجار منازل أو الانتقال إلى أقاربهم، لكن الغالبية العظمى ما زالت عالقة في وضع مجهول.
في شهادات صادمة نقلها بعض النازحين، تبين أن عدداً كبيراً من المتواجدين في مركز جباب كانوا قد تعرضوا لاحتجاز قسري داخل أحد المساجد في مدينة شهبا على يد جماعة الهجري، حيث تعرضوا للضرب والإهانة وتهديدات بالقتل. وروت إحدى النساء أن ابنها قُتل أمام عينيها بعد أن قُطع رأسه وهي تحمله بين ذراعيها. كما أشارت امرأة مسنّة إلى تعرضها للضرب المبرح الذي ترك آثاراً واضحة على وجهها وجسدها.