من موروث ديني إلى نقاش يومي.. تعدد الزوجات في إدلب بين القبول والرفض
إدلب _ هيومن ڤويس _ نور بري
تحول موضوع تعدد الزوجات في محافظة إدلب خلال السنوات الأخيرة من كونه مسألة مرتبطة بالموروث الديني والاجتماعي إلى نقاش يومي حاضر في الشارع بين مؤيدين يرونه حلا لظروف الحرب والواقع الديموغرافي ومعارضين يعتبرونه سببا في تفكك الأسرة وزيادة الأعباء الاقتصادية.
في الأحياء الشعبية والأسواق والمجالس الخاصة يتكرر الحديث عن الظاهرة التي ازدادت في بعض المناطق نتيجة ارتفاع نسب الأرامل والمطلقات بعد سنوات من الصراع إضافة إلى ظروف النزوح وفقدان المعيل ويرى مؤيدو التعدد أنّه باب ستر للنساء ووسيلة لمعالجة مشكلة اجتماعية حقيقية.
وفي تصريح خاص ل هيومن ڤويس
يقول أبو خالد (45 عاما) من مدينة إدلب: أنا تزوجت مراة تانية بعد ما توفى زوجها في الحرب وحسيت بالزواج هاد أني قمت بواجب شرعي وإنساني التعدد مو ترف بالعكس هو حل لواقع نعيشه على حد وصفه.
وبالسياق ذاته يرفض كثير من الشباب والفتيات الفكرة معتبرين أن الظروف الاقتصادية الصعبة تجعل الزواج بزوجة واحدة عبئا كبيرا فكيف باثنتين أو أكثر وتوضح ابتسام أم روان (33 عاما) التي تعمل موظفة في إحدى المنظمات العاملة في مدينة الدانا : الزواج بأكتر من امرأة بيزيد المشاكل جوا البيت وبيترك آثارا نفسية على الأطفال نحن بحاجة لاستقرار أسري مو لتعقيد الحياة أكثر
من جانبه يرى الناشط الحقوقي زين العابدين أن الظاهرة لا يمكن تناولها فقط من زاوية دينية بل يجب النظر إليها من منظور حقوقي واجتماعي شامل قائلا: في ظل غياب القوانين الواضحة والمؤسسات الرسمية غالبا ما تصبح المرأة الطرف الأضعف في معادلة التعدد نحن بحاجة إلى ضمانات تحمي حقوق الزوجات والأطفال حتى لا يتحول التعدد إلى سبب في ظلم أو انتهاك لحقوق الأسرة على حد قوله.
فيما يشير عدد من النشطاء الاجتماعيين في المنطقة إلى أن الجدل القائم حول تعدد الزوجات يعكس صراعا ملحوظا في المحافظة على الموروث الديني من جهة وبين تأثير التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من جهة أخرى ومع تراجع دور المؤسسات الرسمية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت النقاشات أكثر علنية وحدة وعلى الرغم من أن الشرع الإسلامي يجيز تعدد الزوجات ضمن ضوابط العدل إلا أن الواقع المعيشي في إدلب وارتفاع نسب البطالة والفقر يجعلان الكثيرين يرون أن التعدد في الظروف الراهنة ليس سوى جدل نظري يصطدم بجدار الواقع القاسي.
وبين مؤيد يعتبره حلا ورافض يراه عبئا يبقى تعدد الزوجات في إدلب موضوعا مفتوحا للنقاش يختلط فيه الديني بالاجتماعي والاقتصادي .