الذكاء الاصطناعي ثورة حقيقية تحل محل العنصر البشري في كثير من الوظائف والقطاعات
هيومن فويس – آلاء إبراهيم
يشهد العالم قفزة نوعية منذ سنوات في تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي دخلت ويشكلٍ متسارع إلى قطاعات العمل المختلفة، أبرزها تلك المجالات التي لا تحتاج تواجداً حقيقياً في دوامٍ رسمي، الأمر الذي أحدث تحوّلات جذرية في أساليب العمل والإنتاج. فبينما يرى البعض أن هذه التقنيات تمثل فرصة للتطور وزيادة الكفاءة وتوفير الوقت والمجهود، يتخوّف آخرون من تأثيرها السلبي غالباً على اليد العاملة التقليدية، التي أصبحت مهددة بالإقصاء
في قطاع الإعلام مثلاً، باتت بعض المؤسسات تعتمد على على صياغة الأخبار وإنتاج التقارير بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وهذا ما بات ملموساً وبشكلٍ واضح بين السطور المكتوبة، التي تغيب عنها اللكنة البشرية، ويحاوطها الجمود الآلي والأخطاء في بعض الأحيان.
فعلى الرغم من من هذا الإقصاء. أسهم الذكاء الاصطناعي في تطوير بعض القطاعات، لاسيما المجال الطبي، حيث ساعدت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض وتحليل الصور الشعاعية بدقة عالية في بعض البلدان المتقدمة، الأمر الذي خفّض الحاجة إلى تدخل بعض الاختصاصيين في مراحل معينة من العمل. كما دخلت هذه التكنولوجيا في عالم الصناعات بشكلٍ عام، فقد تم مؤخراً ابتكار أجهزة منزلية تعمل بخصائص الذكاء الاصطناعي، مثل الثلاّجات وبرّادات حفظ الأطعمة الذكية، التي تم برمجتها لإدراك أنواع المنتجات، بحيث تعطي للسيدات خيارات للطهي تساعدها على اختيار الوصفات بناءً على المحتويات، إلى جانب مراقبة الطعام، وتتبع تواريخ انتهاء الصلاحية، وتكوين قوائم التسوق
ولكن حسب معطيات الواقع فإنّ الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي يفتح الباب أمام فقدان آلاف الوظائف، خاصة في القطاعات التي تعتمد على المهام الروتينية والمتكررة مثل مراكز الاتصالات، وخدمات الزبائن، والعمليات المصرفية، المكاتب والجامعات وغيرها
“وئام” مدربة في أحد المراكز المهنية، وتقدّم تدريبات في مجال تكنولوجيا المعلومات، تقول “لهيومن فويس” أنه لا بد من إعادة تأهيل الكوادر البشرية وزيادة كفاءتها ومهاراتها، لتتماشى مع متطلبات أسواق العمل المختلفة، وخاصةً في مجال التكنلوجيا في ظلّ التقدّم الكبير الذي يشهده هذا القطاع
فهل سيتحول سوق العمل مستقبلاً إلى ساحة صراعٍ بين الآلة والبشر؟