حجر العروس اسطورة متجمدة من تراث حبل الكرد
عفرين _هيومن فويس _سوزانا احمد
من التراث اللامادي تبرز حكاية “حجر العروس “الموقع الشعبي الذي لا يزال الى اليوم يثير فضول المارة بين مدينة عفرين وناحية راجو و يعيد للأذهان قصصا تناقلها الاهالي جيلا بعد جيل .
يقع الموقع في منطقة وادي النشاب على بعد نحو 3 كيلو متر جنوب مدينة راجو حيث تنتصب مجموعة من الطبيعية المصطفة بطريقة توحي للناظر و كأنها موكب عرس متوقف في مكانه .و على الرغم ان عوامل الطبيعية كالحث و التعرية والصقيع شكلت هذه الصخور عبر القرون لكن المخيلة الشعبية في المنطقة نسجت حولها روايات و قصص تحولت مع الزمن الى جزء من التراث الشفهي لاهالي عفرين .
و كما هي العادة في المنطقة باطلاق اسماء و قصص على الوديان والانهار مثل جبل هاوار و نهر الصابون وارتبط اسم حجر العروس بحكايتين شعبيتين حاضرتين في ذاكرة الناس .
الحكاية الاولى تعود الى زمن النبي نوح عليه السلام حيث تقول ان موكب عرس كان يمر من المكان وسط الغناء والزغاريد لكن عند حلول الطوفان العظيم اصاب الرعب العروس ومرافقينها و تجمدوا جميعا في أماكنهم و تحولوا الى حجارة .
اما الحكاية الثانية تروي لنا مأساة ام وابنتها حاول احدهم خطف الابنة للزواج بها قسراً فما كان من الام الا ان دعت الله ان يجمدهم في طريقهم فاستجيب دعاؤها و تجمد الموكب في المكان ذاته .
و رغم ان ملامح حجر العروس كانت اكثر وضوحا حتى ثلاثينياتالقرن الماضي فإن العوامل الطبيعية غيرت من شكله تدريجيا . و زاد القصف الفرنسي خلال مقاومة الثوار في المنطقة من تضرر الموقع لكن ذلك لم يمحي حكاية من الذاكرة اذ ما زال الاهالي يروونها حتى اليوم عند مرورهم من المكان .
يقول خالد وهو احد ابناء المنطقة لهيومن فويس:”كل مرة نمر من عند حجر العروس انه شاهد على التاريخ بالنسبة إلنا مو مجرد صخور هو قصة نحكيها لأولادنا حتى يعرفوا تراث عفرين و يظل حاضر بذاكرتهم ”
يبقى حجر العروس اكثر من مجرد تضاريس صنعتها الطبيعة فهو حكاية متجمدة في قلب الجبل و ذاكرة تختصر خوف الناس و احلامهم وصلابتهم و بين الاسطورة والحقيقة يستمر هذا الموقع شاهدا على ارتباط الانسان بأرضه و ان التراث الشفهي يظل حارس الامين وينتقل من جيل الى جيل لهوية عفرين واهلها .