غياب رياض الأطفال في محافظة القنيطرة يُثقل كاهل الأمهات العاملات مع اقتراب العام الدراسي الجديد
القنيطرة – هيومن فويس- سلام هاروني
مع العد التنازلي لبدء العام الدراسي الجديد، تعيش العديد من الأمهات في محافظة القنيطرة حالة من القلق والتخبط، بسبب غياب رياض الأطفال بشكل شبه كامل في المحافظة، الأمر الذي يفرض تحديات كبيرة أمام الأمهات العاملات في القطاعات الحكومية والخاصة على حد سواء.
رغم الزيادة المستمرة في عدد السكان في مناطق القنيطرة، لا تزال المحافظة تفتقر إلى مؤسسات مخصصة لاستقبال الأطفال ما قبل سن المدرسة، وهو ما دفع العديد من الأهالي، وخصوصًا النساء العاملات، إلى التعبير عن معاناتهم المستمرة في التوفيق بين مسؤوليات العمل وتربية الأطفال.
بحديث خاص لموقع “هيومن فويس”، قالت أسماء، وهي موظفة في قسم الصحة بالقنيطرة:
“منذ فترة طويلة وأنا أواجه صعوبة حقيقية في التوفيق بين عملي ورعاية أطفالي. لا يوجد أي روضة قريبة أو مهيأة في منطقتنا، وغالبًا ما أضطر لأخذ إجازات اضطرارية أو التغيب عن عملي لأنني لا أملك مكانًا آمنًا أترك فيه أطفالي خلال فترة دوامي. هذا يسبب لي ضغطًا نفسيًا مستمرًا، ويؤثر على استقراري المهني.”
من جهتها، أعربت غرام، وهي معلمة في إحدى مدارس القنيطرة، عن قلقها من اقتراب العام الدراسي الجديد دون وجود حلول لهذه المشكلة، قائلة:
“أنا من الآن أعيش حالة من التوتر. أعمل معلمة، ومطلوب مني التزام كامل بالدوام المدرسي. لكن لا يوجد روضة أو حضانة أستطيع الاعتماد عليها. لو كان في روضة قريبة كنت سجلت أطفالي من الصيف، لكن إذا ما توفرت رح أواجه خيار صعب: إما أتغيب عن عملي، أو أترك أولادي في مكان غير مناسب وهذا أمر غير مقبول بالنسبة إلي.”
ووفقًا لعدد من الأهالي فإن غياب رياض الأطفال لا يُعتبر مشكلة فردية، بل أزمة حقيقية تعاني منها معظم العائلات التي لديها أطفال دون سن المدرسة، وخاصة الأسر ذات الدخل المحدود، والموظفات اللواتي لا يستطعن تحمّل كلفة استقدام مربيات أو الاستعانة برعاية خاصة داخل المنزل.
دعوات لإنشاء رياض أطفال ودعم المبادرات المجتمعية
في ظل هذا الواقع، يطالب الأهالي بتدخل الجهات المعنية، سواء على مستوى وزارة التربية أو منظمات المجتمع المدني، من أجل إنشاء رياض أطفال مؤهلة ومجهزة لاستقبال الأطفال وفق معايير السلامة والرعاية المطلوبة، أو على الأقل دعم مبادرات أهلية محلية تسد هذا الفراغ الكبير.
يُذكر أن رياض الأطفال تُعد من الركائز الأساسية في دعم التعليم المبكر، كما تسهم في تعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل من خلال توفير بيئة آمنة لأطفالها خلال ساعات دوامها، وهو ما تفتقر إليه محافظة القنيطرة حتى اليوم.