فزعة ابشري حوران صوت من درعا يدعو للتكافل والأمل
درعا ـ هيومن فويس ـ يحيى الكناني
تستعد محافظة درعا جنوبي سوريا لإطلاق حملة “فزعة ابشري حوران” يوم السبت المقبل، في مبادرة شعبية هي الأولى من نوعها منذ سنوات، تهدف إلى تحريك العمل الأهلي وتكريس ثقافة التكافل والتعاون لمواجهة التحديات الخدمية والمعيشية التي تعاني منها المنطقة.
تسعى الحملة إلى جمع الجهود والمساهمات من أبناء المحافظة في الداخل والخارج، من أجل دعم قطاعات أساسية تمس حياة الناس اليومية، وعلى رأسها التعليم، الصحة، المياه، والخدمات العامة، وسط ظروف اقتصادية صعبة ونقص حاد في الموارد.
في حديث خاص لموقع هيومن فويس أكد أبو أحمد، أحد وجهاء مدينة درعا، أهمية هذه الفزعة، قائلاً:
نحن جزء من هذا البلد والفزعة عنا مو خيار هي واجب علينا كلنا. لازم نكون واقفين مع بعض، إذا كانت فزعة للتعليم، أو للصحة، أو للمياه، أو أي خدمة. لأنو لما نساعد بعض منقدر نكمل، ومنحس بالأمل لولادنا.”
وأضاف:الحالة المعيشية اليوم بتخلي كل مبادرة خير ضرورة، مو مجرد فكرة. وكل شخص قادر يساهم ولو بالقليل، لازم يكون شريك، لأن التخاذل مو حل بدوره، عبّر أبو محمود، من وجهاء بلدة درعا، عن دعمه الكبير للحملة، وأمله أن تكون نقطة تحول إيجابي في حياة الناس:إن شاء الله هل الفزعة تكون خير لبلدنا، وتكون بداية حقيقية للتعاون والعمل الجاد. تعبنا من الانتظار، لازم نتحرك بإيدينا، وهاي فرصة لنعيد الثقة بين الناس ونرجع نشتغل لمستقبل ولادنا.”
تهدف حملة “فزعة ابشري حوران” إلى تفعيل الدور المجتمعي والاعتماد على الذات في تحسين الواقع الخدمي المتدهور، وخاصة بعد سنوات من الإهمال والنقص الكبير في الخدمات الأساسية. ويرى القائمون على المبادرة أن الاعتماد على المبادرات الأهلية هو السبيل الوحيد حاليًا لسد الفجوات، في ظل غياب الدعم الرسمي الكافي.
تعتمد الحملة على مساهمات طوعية من أهالي حوران داخل وخارج سوريا، وتقوم على توزيع الجهود بشكل منظم ومدروس لضمان تحقيق تأثير فعلي ومستدام، خاصة في المناطق الأكثر تضررًا.
كما تأمل الحملة في أن تعيد بناء جسور الثقة بين الناس، وتخلق نماذج ناجحة يُحتذى بها، من خلال مشاريع صغيرة لكنها فعالة، يمكن أن تفتح المجال أمام مبادرات أوسع مستقبلاً.
“فزعة ابشري حوران” ليست مجرد حملة، بل هي دعوة للعودة إلى القيم التي طالما تميز بها أهالي حوران: النخوة، التكافل، والشعور بالمسؤولية الجماعية. وفي ظل الواقع الصعب، تبقى هذه المبادرات بارقة أمل حقيقية نحو التغيير.